ويسلم، وهو في بيته، هل يقول أحداً أن هذا لا يستطيع الذهاب إلى المسجد؛ لأنه مكتوب عليه، ما يستطيع، له اختيار، له حرية، يقف ثم يمشي ويذهب إلى المسجد ما في ما يمنع، دخلنا في مصالحه الدنيا، الدنيوية، قال: أنا والله مكتوب علي أني فقير، يجلس في بيته، أو يقول: مكتوب أني عقيم، لماذا أتزوج؟ ما يمكن يستدل بمثل هذه الأمور، لكن استدلاله على الأمور الشرعية بالقدر موروث من المشركين، {لَوْ شَاء اللهُ مَا أَشْرَكْنَا} [سورة الأنعام: 148]، وليس لأحد أن يحتج بالقدر، فإن كانت من الله تعالى فهي على وجه الحكمة، الله -جل وعلا- ابتلى آدم بمنعه من الأكل من الشجرة، وزين له الشيطان، ووسوس له الشيطان، وأغراه فأكل من الشجرة، عصى، عصى آدم ربه، وأخرج بسبب ذلك من الجنة، حصلت المحاجة بين آدم وموسى - عليهما السلام -، فقال موسى لآدم: أنت آدم خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، أخرجت نفسك وذريتك من الجنة، فصار سبب في خروجه وخروج ولده من الجنة، بسبب المعصية، آدم رد عليه، أنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه، وكتب لك التوراة بيده، كم تجد هذه المعصية كتبت علي قبل أن أخلق؟ قال: بأربعين عاماً، قال: فحجَّ آدمُ موسى، يعني غلبه بالحجة، هل نقول: أنه غلبه بالحجة لأنه استدل بالقدر؟ كل واحد يعصي، يقول: والله مكتوب علي، لا، لا لأنه احتج بالقدر على المعصية، احتج بالقدر على المصيبة؛ لأن هذه المعصية لما تاب واجتباه الله -جل وعلا-، وهداه، نعم ما صارت معصية، المعصية إذا تاب منها الإنسان العاصي تُبدل حسنات، فذهب أثرها وبقي أثرها بقي أثرها من حيث الثواب والعقاب، وبقي أثرها المترتب عليها من إخراج نفسه وذريته من الجنة صارت مصيبة، وللإنسان أن يستدل بالمصائب، بالقدر على المصائب، قال: لماذا وراك سقطت يا أخي في الحفرة؟ يقول: شيء مكتوب علي، لكن لو ارتكب معصية وسقط في هذه الحفرة عمداً، ويغلب على ظنه أنه يتضرر، لا يجوز أن يحتج بالقدر؛ لأن هذه معصية، لكن المصيبة يحتج بها في القدر.