((فتناً)): يعني وقوع فتن والفتنة كما قال الراغب أصل الفَتْن إدخال الذهب في النار لتظهر جودته من رداءته، ويستعمل في إدخال الإنسان النار، ويستعمل في إدخال الإنسان النار، {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [سورة البروج: 10]، أي أدخلوهم في النار، في قصة أصحاب الأخدود، ويطلق أيضاً على العذاب {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ} [سورة الذاريات: 14]، كما أنه يطلق على ما يحصل عنه العذاب يعني سبب العذاب، كقوله تعالى: {أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ} [سورة التوبة: 49]، {أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ} [سورة التوبة: 49]، {ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي} [سورة التوبة: 49]، يعني ذهابي إلى الغزو، إلى غزو بني الأصفر سبب لفتنتي فهو يقول: {ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي} وهذا يحتاج إلى وقفة؛ لأن بعض الناس يتذرع بمثل هذا الكلام ويترك بسببه ما أوجب الله عليه، نعم في المندوبات في المستحبات لك أن تنظر في الأرباح والخسائر، لكن ما أوجب الله عليك ليس فيه مثنوية، وذلك لما اعتذر بأنه إذا رأى بنات بني الأصفر لا يصبر وقد تعين عليه الجهاد ما عذر، وذُمَّ، لكن لو أراد أن يذهب إلى مكان لطلب علم أو عمرة مستحبة مثلاً، أو حج نفل، ويقول: إذا رأيت النساء لا أستطيع وقد أفتن، النفل أمر سهل، وعلى الإنسان أن يوازن بين الأرباح والخسائر، لكن في الفرض هل يمكن أن يقول: لا أستطيع أن أؤدي فريضة الإسلام، الحج، ركن من أركان الإسلام، يقول: أخشى أن أفتن؟ لا، مثل ترك هذا للجهاد، {أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ} [سورة التوبة: 49]، لكن إذا أراد أن يعتمر مثلاً وقال: فيه والله، الحرم المسجد أشرف البقاع فيه من النساء المتبرجات ما لا أستطيع الصبر ولا أملك نفسي عن إرسال النظر أو عن بعض الخطرات، التي تخطر علي، نقول: انظر في أرباحك وخسائرك، كثير من الناس يذهب بحثاً عن الأجر ثم يعود مأزوراً، هنا انظر في سبب الفتنة، وانظر في الأرباح والخسائر مع أنك مأمور بجلب المصالح ودرء المفاسد، يعني جاهد نفسك، واذهب إلى حيث المصالح هناك، وجاهد نفسك عن درء المفاسد عنك بقدر الإمكان، لكن إذا لم تستطع فأمر التنفل واسع ليس مثل أمر الفرض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015