نتقيها بالحيلولة بين الظالم وظلمه، فإذا حلنا بين الظالم وظلمه فإننا حينئذ جعلنا بيننا وبين هذه الفتنة وقاية.
وكذلك تأول فيها الزبير بن العوام فإنه قال يوم الجمل وكانت سنة 36هـ: ما علمت أنا أردنا بهذه الآية إلا اليوم، وما كنت أظنها إلا من خوطب ذلك الوقت. وكذلك تأول الحسن والبصري والسدي وغيرهم.
وفي صحيح مسلم عن زينب بنت جحش أنها سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: ((نعم، إذا كثر الخبث)) يعني جاء قول الله -جل وعلا-: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ} [(33) سورة الأنفال]، فهل الأمر يسري على غيره -عليه الصلاة والسلام- من صالحي هذه الأمة؟ يعني لا يهلكون وفيهم الصالحون؟ كما ضمن الله -جل وعلا- أن لا يعذب هذه الأمة مع وجود نبيها -عليه الصلاة والسلام-.
وجود الصالحين لا شك أنه سببٌ من أسباب دفع البلاء ودفع الفتن؛ بنسبة إرثهم من النبوة من النبي -عليه الصلاة والسلام- -أعني هؤلاء الصالحين- بقدر إرثهم من النبوة علماً وعملاً يدفع بهم من الفتن بقدر ذلك، ولذلك نجد أنه حينما وجد الصالحون من العلماء والعباد والدعاة الأخيار كانت الفتن مدفوعة إلى حدٍ ما؛ بسبب مدافعتهم لها، وبسبب علمهم وعملهم، وبسبب دعواتهم الصالحة.
ونحن ننظر أنه كلما انتقصت هذه الأمة بعلمائها العاملين تزداد فيها الفتن، بل إن كثيراً من الناس يرجع وجود هذه الفتن وتتابع هذه الفتن بموت فلان أو علان من الناس، نقول لا يا أخي الدين باقي ومحفوظ، لكن لا شك وجود مثل هذا العالم العامل المدافع الذاب عن دين الله لا شك أنه سبب من أسباب تأجيل وتأخير الفتن، لكن ليس هو كل شيء، فالدين ليس بمربوط بأشخاص، وأمة محمد -عليه الصلاة والسلام- لا يدرى أوله خيرٌ أم آخره.
في صحيح مسلم عن زينب بنت جحش أنها سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: ((نعم، إذا كثر الخبث)) وفي صحيح الترمذي، جامع الترمذي -بعضهم يطلق عليه الصحيح، كما أنه بعضهم يطلق على بقية السنن الصحاح ويلحقها بالصحيح ويقول الصحاح الستة، لكن لا شك أن هذا تساهل، ولذا يقول الحفاظ العراقي: