ولا يضره هذا الأمر إليه، ولذلك زاد عبد الله بن عمرو، صار يقرأ في ثلاث، على كل حال هذه مسألة مسألة يختلف فيها بين أهل العلم، فمنهم من يقول: إن الأمر على ما جاء عن الصحابة، ومن أكثر فالله أكثر، ورتبت الأجور على الحروف، فقراءة الحروف تثبت بمثل هذه السرعة، أجر الحروف المرتب، الأجر المرتب على الحروف يثبت، ولو كانت القراءة هذاً، أما الأجور العظيمة التي ((من قرأ القرآن وهو ماهر فيه مع السفرة الكرام البررة)) لا بد أن يقرأ على الوجه المأمور به، وأهل العلم بينهم خلاف أيهما أكثر أجراً من يقرأ القرآن على الوجه المأمور به بحيث يختم في الأسبوع مرة، أو يقرأ القرآن بالسرعة ويختم في الأسبوع سبع مرات، يعني المسألة مفترضة في شخص يقول: أنا أجلس في المسجد ساعة، بعد صلاة الصبح، فهل الأفضل أن أقرأ جزء واحد بالتدبر والترتيل، أو أقرأ خمسة؟ لأن الخمسة مجربة في الساعة، أيهما أفضل؟ الجمهور على أنه يقرأ جزءاً واحداً على الوجه المأمور به أفضل من أن يقرأ خمسة، وعند الشافعية قول معروف أنه كلما أكثر من الحروف فهو أفضل، ولو أخل بالتدبر والترتيل، وعلى كل حال قول الجمهور هو المورث للعلم النافع، والإيمان الخالص، واليقين والطمأنينة كما قال شيخ الإسلام.
ابن القيم يقول: إن من يسرع في قراءته، ويكثر من الختم بالنسبة لمن يتدبر ويرتل ويقل من الختم كمن أهدى عشر درر، وذاك أهدى درة واحدة، الذي يسرع وختم عشر مرات هذا أهدى عشر درر، وذاك أهدى درة واحدة، لكن افترض أن العشر قيمة كل واحدة ألف، لكن قيمة الواحدة في مقابل العشر مائة ألف، صار أيهما أفضل؟
طالب:. . . . . . . . .