من أهل العلم من يرى أن للنبي -عليه الصلاة والسلام- حوضين، حوض قبل الصراط وحوض بعده، ويسمى كل منهما بهذا الاسم على ما حكاه القاضي زكريا يسمى كوثراً، وصحح -رحمه الله- أنه بعد الصراط، وأن الكوثر في الجنة، وأن ماءه ينصب فيه -يعني ينصب في الحوض- ولذا يسمى كوثراً، هو كلامه يقول: قيل له: حوضان، كلام زكريا الأنصاري -رحمه الله-، حوض قبل الصراط وحوض بعده، ويسمى كل منهما كوثر، حوض قبل الصراط وحوض بعده يسمى كل منها كوثر، وصحح -رحمه الله تعالى- ذلك، وأن الكوثر في الجنة، وأن ماءه ينصب فيه، ولذا يسمى كوثر، هذا ما نقله الألوسي عن القاضي زكريا الأنصاري، قال: وليس هو من خواصه -عليه الصلاة والسلام- كالنهر السابق بل يكون لسائر الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- يرده مؤمني أممهم، ففي حديث الترمذي ((إن لكل نبيٍ حوضاً، وأنهم يتباهون أيهم أكثر وارداً، وإني أرجو أن أكون أكثرهم وارداً)) وهذا الترمذي قال عنه: حديث حسن غريب، والصواب أنه: ضعيف؛ لأنه مرسل.

يقول الألوسي في تفسيره: رأيت في بعض الكتب أن الكوثر هو النهر الذي ذكره الله -جل وعلا-، وهو الحوض، أن الكوثر هو النهر، وهو الحوض، يقول: وهو على ظهر ملكٍ عظيم، يكون مع النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث يكون فيكون في المحشر، إذا يكون -عليه الصلاة والسلام- فيه، يعني أينما يوجد النبي -عليه الصلاة والسلام- يتبعه هذا الملك الذي على ظهره هذا النهر، ولا شك أن في هذا غرابة شديدة، وفيه نكارة، وإن كانت القدرة الإلهية صالحة لمثل هذا، والله تعالى لا يعجزه شيء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015