والثاني عشر: أنه معجزات الرب، يعني معجزات النبي -عليه الصلاة والسلام- التي من ربه -جل وعلا-، وهذا القول حكاه الثعلبي.

والثالث عشر: قال هلال بن يساف: هو لا إله إلا الله محمد رسول الله.

والرابع عشر: أنه الفقه في الدين.

والخامس عشر: أنه الصلوات الخمس.

السادس عشر: أنه العظيم من الأمر، قاله ابن إسحاق.

هذه أقوال ستة عشر ذكرت في تفسير الكوثر، استعراضها على وجه السرعة، لكن القرطبي يقول: أصح هذه الأقوال الأول والثاني، يعني أنه نهر في الجنة أو أنه حوض النبي -عليه الصلاة والسلام-؛ لأنه هو الثابت عن النبي -عليه الصلاة والسلام-.

وسمع أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- قوماً يتذاكرون الحوض، فقال: ما كنت أرى أن أعيش حتى أرى أمثالكم يتمارون في الحوض، لقد تركت عجائز خلفي ما تصلي امرأة منهن إلا سألت الله أن يسقيها من حوض النبي -صلى الله عليه وسلم-، يوجد من يتمارى في الحوض، ويوجد من ينكر الحوض، ويوجد من يسخر بمن روى هذا الحديث من الصحابة، ففي سنن أبي داود أن أبا برزة الأسلمي دخل على عبيد الله بن زياد فقال له: التفت إلى من حوله فقال: إن محمديكم هذا الدحداح، إن محمديكم يعني نسبه إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- كأنه يزدريه ويتنقصه بهذه النسبة، فقال أبو برزة -رضي الله تعالى عنه-: ما كنت أظن أن أزدرى وأنتقص بصحبة محمدٍ -عليه الصلاة والسلام-، ولا شك أن هذا من الإحداث، وهذا من التغيير الذي يكون سبباً للحرمان من الشرب من هذا الحوض، نسأل الله السلامة والعافية، ثم قال: حدثني عن الحوض فحدثه بما سيأتي من الحديث -إن شاء الله تعالى-.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015