وجاء أيضاً ذكره في القرآن، إلا أنه ليس بصريح، لكن الصراحة جاءت في الأحاديث القطعية التي تزيد رواتها من صحابة النبي -عليه الصلاة والسلام- على الخمسين، في قول الله -جل وعلا-: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} [(1 - 3) سورة الكوثر] وتفسير السورة بكاملها يناسب الظرف الذي نعيش فيه، وإن كان الحظ الأوفر للحوض، ففي قوله -جل وعلا-: {إِنَّا} بضمير الجمع، وضمير الجمع والمتكلم واحد، هو الواحد الأحد، الفرد الصمد، الله -جل وعلا-؛ لكن العرب كما في صحيح البخاري في تفسير إنا أنزلناه، تؤكد فعل الواحد بضمير الجمع، هذا ذكره الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في تفسير سورة إنا أنزلناه، ومثل ذلك قوله -جل وعلا-: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} أعطيناك: نعم أعطاه الله -جل وعلا- الكوثر قبل وقته وبشره به، والنبي -عليه الصلاة والسلام- بينما هو نائم أغفى إغفائه ثم استيقظ متبسماً -عليه الصلاة والسلام- فقال: ((لقد أنزل عليّ الليلة سورة، فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} فالله -جل وعلا- أعطاه الكوثر، لا يقال: إن الكوثر لا حاجة إليه قبل يوم القيامة، قبل قيام الساعة، قد يقول قائل: وقد قال المعتزلة: أن الجنة والنار ليستا مخلوقتين الآن، وإنما تخلقان عند الاحتياج إليهما بعد قيام الساعة، ولا شك أن هذا ضلال مخالف للقطع من نصوص الكتاب والسنة، ونقول مثل هذا في الحوض لا يتوقف وجوده وتبشير النبي -عليه الصلاة والسلام- به قبل الحاجة إليه؛ لأن الحاجة إليه إنما تكون إذا قام الناس من قبورهم عطشى، المقصود أن التبشير به ووجوده لا يترتب على الحاجة إليه من الشرب منه.

معنى الكوثر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015