وفد غامد يدخلون في الأزد لكن لهم وفدٌ خاص، فوفدوا عليه صلى الله عليه وسلم وتركوا أحدهم عند متاعهم، لأنهم يحبون التجارة، فمكث هذا الرجل هناك، فلما أتى الوفد قال صلى الله عليه وسلم: {من تركتم عند رحالكم قالوا: تركنا فلاناً منا، فقال صلى الله عليه وسلم: لقد نام فلان وسرقت رحالكم}.
والرسول صلى الله عليه وسلم يريد أن يدخل المعجزات في مثل هذا الموقف حتى يزيد الإيمان، فعادوا فوجدوا هذا البطل قد نام، ووجدوا الرحال قد سرقت، فأتوا يلتمسون فعادوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله علمت أنها سرقت فأخبرنا: من سرقها؟ قال: {لقد أخذها قومٌ من الأعراب، وقد أخفوها تحت البطحاء في وادي كذا وكذا} فذهبوا فنقبوا فوجدوها، ثم عادوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فأوصاهم، وكان منهم أبو صخر الذي له حديث في مسند أحمد وهو صحيح: {بارك الله لأمتي في بكورها} قال في الرواي: كان أبو صخر تاجراً فكان يغدو ويصبح، فكثرت تجارته حتى ما كان يدري أين وهطها.