Q أسمعنا بعض نهج البردة ووضح لنا بعض الأخطاء؟
صلى الله عليه وسلم هي اسمها البردة، وليس نهج البردة، نهج البردة لـ أحمد شوقي، والبردة للبوصيري في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، البوصيري إمام مصري، لكنه أخطأ وابتدع في آخر القصيدة، ولو أنها جميلة جد جميلة، يقول:
أمن تذكر جيران بذي سلم مزجت دمعاً جرى من مقلة بدم
أم هبت الريح من تلقاء كاظمة وأومض البرق في الظلماء من إضم
فما لعينيك إن قلت اكففا همتا وما لقلبك إن قلت استفق يهم
إلى آخر ما قال، ثم قال:
والنفس كالطفل إن ترضعه شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
فاصرف هواها وحاذر أن توليه إن الهوى ما تولى يُصْم أو يَصِمِ
بشرى لنا معشر الإسلام إن لنا من العناية ركناً غير منهدم
لما دعا الله داعينا لطاعته بأكرم الرسل كنا أكرم الأمم
ولكنه أخطأ في آخرها حين قال:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم
أستغفر الله، لا يلاذ إلا بالله:
إن لم تكن في قيامي آخذاً بيدي فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من فضلك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
وهذا مبالغة وغلو وشرك وابتداع، وعارضه أحمد شوقي في قصيدة يقول فيها:
ريم على القاع بين البان والعلم أحل سفك دمي في الأشهر الحرم
رمى القضاء بعيني جؤذر أسداً يا ساكن القاع أدرك ساكن الأجم
ثم يقول في الرسول صلى الله عليه وسلم:
أسرى بك الله ليلاً إذ ملائكه والرسل في المسجد الأقصى على قدم
كنت الإمام لهم والجمع محتفل أعظم بمثلك من هاد ومؤتمم
لما خطرت به احتفوا بسيدهم كالشهب بالبدر أو كالجند بالعلم
وقيل كل نبي عند رتبته ويا محمد هذا العرش فاستلم
مولاي صل وسلم ما أردت على نزيل عرشك خير الرسل كلهم
صلى الله عليه وسلم.
ولي قصيدة في النبي صلى الله عليه وسلم ما يقارب ثمانين بيتاً على نسق هذا البحر والروي:
نصرت بالرعب شهراً قبل موقعة كأن خصمك قبل القتل في حلم
إذا رأوا طائراً في الجو أذهلهم ظنوك بين ربوع الجيش والحشم
وإن أتوك ضيوفاً يطلبون قرى رأوك بحرا يعم البيد بالديم
أنسيتهم حاتم الطائي ومحتده وحدثوا كلهم بالبخل عن هرم
إذا ملوك الورى صفوا موائدهم على شهي من الأكلات والأدم
صففت مائدة للروح مطعمها عذب من الوحي أو نور من الكلم
وسوف تجمع هذه القصائد كاملة إن شاء الله في مجلد اسمه: من أعذب الشعر.