Q أنا رجل أتوب من المعاصي، ثم أعود إليها إلى درجة أنها تثقل علي بعض العبادات؟
صلى الله عليه وسلم الرجل الذي يتوب ويعود؛ فليعد وليتب في اليوم ولو سبعين مرة، فهو عند الله قريب بإذن الله وسوف يتوب الله عليه، وهذا علامة صدقه، وإقباله وإنابته، وسوف يُكفِّر الله خطاياه دائماً فليفعل العبد ما شاء، مادام أنه يتوب ويستغفر وينيب، لكن بشرط ألا يعتقد ذلك، فيقول: سوف أذنب، وسوف أتوب بعد ذلك إن شاء الله، فهذه من الحيل، لكنه يتوب، ثم يقول: لا نعود إن شاء الله ويندم.
أما أن تثقل عليه بعض العبادات، فالفرائض لا تثقل، هذه الفرائض دونها ضرب الرءوس، فمن تركها فهو كافر، أما بعض العبادات التي تثقل على نفسك فالدين يسر: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة:286] {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا} [الطلاق:7].
بعض الناس يهتم بالنوافل أكثر من الفرائض، وهذا منهج من مناهج الصوفية، فالمقصود أنك تُخفِّف على نفسك وتسلك العبادة التي تناسبك كالذكر والتسبيح، لا نلزمك بأن تقرأ في المصحف؛ لأن نفسك قد تفتر، وما ألزمك الله سبحانه وتعالى بذلك.
وإن كان الصيام يضعفك ويحدث عندك ارتباكاً حتى في الطاعة وفي بعض الأمور، فعليك أن تتقي الله عز وجل، وتنتقل إلى عبادة أخرى: {قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ} [البقرة:60].