فأما الذين قالوا: يرى في الدنيا والآخرة فهم غلاة الصوفية، يقولون: يُرى في الدنيا والآخرة، ولذلك يجلس أحدهم ثلاثة أيام لا يأكل ولا يشرب فيتخيل أشباحاً وصوراً أمام عينيه فيقول: رأيت ربي، وكلمني قال الذهبي: والله ما كلمك، ولا أوحى إليك، ولكن طاش عقلك وفاش من الجوع، يعني: لعب الشيطان بعقولهم فقالوا: رأينا الله، ولذلك لما خالفوا منهج ما الرسول صلى الله عليه وسلم ابتلوا بهذه الخرافات، وإذا رأى أحدهم طيراً في السماء قال: هذا الملك أتى يخبرني، وإذا سمع صريراً بالليل قال: هذه كرامة من كرامات الأولياء.