ولما عجزوا عن الطعن في ألفاظ الرسول عليه الصلاة والسلام؛ لأن ألفاظ المعصوم صلى الله عليه وسلم قوية بليغة فيها إعجاز، ولذلك لا تستطيع أنت ولا غيرك من العباقرة أن يحيك مثلها؛ مثل: {إنما الأعمال بالنيات} من يستطيع أن يحيك مثل هذا الكلام؟! أو: {احفظ الله يحفظك} وقوله صلى الله عليه وسلم: {أوتيت جوامع الكلم} حتى يقول الزبيري قاضي اليمن عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
ما بنى جملةً من اللفظ إلا وابتنى اللفظ أمةً من عفاء
يقول: المعجزة فيك أنك تبني حديثاً فتبني بهذا الحديث هذا ملايين من البشر، فما استطاعوا الطعن في حديثه، فطعنوا في الرواة، ومن هؤلاء: أبو رية ألف عن أبي هريرة واتهمه بالكذب.
وأحسن من دافع عن أبي هريرة عبد المنعم صالح العلي، وهو عراقي حكم عليه صدام حسين بالإعدام غيابياً، وهو يعيش في الإمارات، ويكتب باسم محمد أحمد الراشد صاحب المنطلق , العوائق والرقائق والمسار، فلله دره، على أن في بعض كتبه ملاحظات لا يخلو منها البشر، لكن على كل حال ألف دفاعاً عن أبي هريرة، ولو رشح كتاب في هذا العصر أن يكون كتاب هذا العصر -أو هذا القرن- لكان كتاب دفاع عن أبي هريرة.
فذبح الإسلام في السنة المطهرة التي أتى بها المعصوم عليه الصلاة والسلام، والتي هي مكملة للقرآن.
فإذا سمعت الرجل ينادي بالقرآن فحسب، فاتهمه بالبدعة، فلابد من القرآن ومن السنة، لابد من قال الله وقال رسوله عليه الصلاة والسلام.