واجب الدعاة والعلماء

القضية الأولى: وهي من قضايا الساعة، واجب العلماء على الدين: وأهل العلم، وخاصة كبار العلماء الذين لهم قدم صدق في الإسلام، والذين عرف منهم قول الحق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصيحة لله ولرسوله، كسماحة الشيخ عالم الأمة/ عبد العزيز بن باز، وفضيلة الشيخ/ محمد العثيمين، وغيرهم من العلماء والدعاة لهم واجب الاحترام والتبجيل، والذب عن أعراضهم، وسماع فُتياهم، وأخذ مشورتهم، والدنو منهم؛ لأننا نجد أن بعض من في نفسه هوىً أنه قد يبديه، حتى أنه قبل البارحة في جدة وردت أسئلة، وقالوا في الأسئلة عن هذا الموضوع كثيراً، فسبحان الله، كيف أشقى الله بعض العباد بالتكلم في أهل العلم، وجعل أعراض أهل العلم طُعْمَةً لهؤلاء ليرفع الله منازل العلماء! ولكن ليس على الإنسان المسلم أن يسكت في مثل هذه المجالس، بل عليه أن يذب، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: {مَن ذب عن عرض أخيه المسلم ذب الله عن وجهه النار يوم القيامة} هذا ورد في حديث، فكيف بعالم؟! أو كيف بداعية؟! أو كيف بطالب علم له أثرٌ طيب وبالغ؟! فلا يسكت الإنسان، وعليه أن يذب عنهم وأن يحامي ويدافع، وإن لم يفعل فإن الله يدافع عن الذين آمنوا.

رأيت في قصص بني إسرائيل، وهذا يورده أهل العلم، أن موسى عليه السلام كلم الله عزَّ وجلَّ فقال: يا رب! مسألة واحدة، قال: ما هي يا موسى؟ قال: أن تكف ألسنة الخلق عني فإنهم يسبونني، قال: يا موسى! ما اتخذتُ ذلك لنفسي، إني أخلقهم وأرزقهم ويسبونني.

وفي صحيح البخاري: {يسبني ابن آدم ويشتمني ابن آدم، فأما سبه إياي فإنه يسب الدهر، وأنا الدهر، أصرِّف الليل والنهار كيف أشاء، وأما شتمه إياي فيقول: إني اتخذت صاحبة وولداً، وأنا الله لا إله إلا أنا لم أتخذ صاحبة ولا ولداً} فهذا في حقه سبحانه وتعالى الذي هو مبرأ عن النقص، والذي هو الكامل المطلق تبارك وتعالى فكيف بالناس؟!

أيضاً لا يتصور الناس أن العلماء معصومون، فإنهم قد يخطئون في بعض المسائل مجتهدين، فيأجرهم الله أجراً واحداً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015