نبذة عن أمريكا

Q فضيلة الشيخ: أعطِنا نُبذة عن ذهابك لـ أمريكا، وما هي تصوراتك للإسلام في أمريكا؟ ويقال: إن الشعب الأمريكي يتوفر لديه الصدق والأمانة وغيرها لا تحضرني الآن، فهل من الممكن أن تعطينا نبذة قصيرة؟

صلى الله عليه وسلم الذهاب إلى أمريكا لا يُنْصَح به ولا يُوْصَى به؛ لكن قد يضطر المسلم إلى أن يسافر، إما لدعوة يرى أنه سوف ينفع بإذن الله، أو لعلاج لم يجد له بديلاً في بلاد المسلمين، أو لدراسة ينفع بها الإسلام والمسلمين.

من هذه الأمور ومن ضمن ما كتب الله عزَّ وجلَّ: سفري إلى أمريكا لمؤتمر الشباب العربي المسلم العاشر، في أوكلاهوما شمال أمريكا، وهذا المؤتمر حضره أكثر من أربعة آلاف شاب مسلم، وحضره من العلماء والدعاة ما يقارب خمسين داعية وعالماً ومفكراً.

والإسلام هناك ليس كما يتصور الناس، وقبل هذا الحديث أقول: إن الأخ يوم يقول: إن الشعب الأمريكي شعب صادق وأمين، فهذا إما واهم وأما ناقل خطأ، وقد أخطأ كل الخطأ، بل إن الشعب الأمريكي هو شعب الكذب والخيانة، والضلالة والجهالة، وقلة الحياء وقلة المروءة، ومن لم يصدق فليرَ ولينظر إليهم، هم يعبدون الدينار من دون الله، ولا تجد أبخل منهم في شعوب الأرض، وهم أمة قطع الله الأواصر والوشائج التي بينهم، يقف الإنسان صاحب السيارة المعطلة في الثلج من العشاء إلى ظهر اليوم الثاني ولا يجد من ينجده؛ خوفاً منه وخوفاً من البوليس وخوفاً من المتابعة.

شعب مبتور العرى ومقطوع الوشائج، وقد انخلع، وإذا انتهى الإنسان من (لا إله إلا الله) فما عليه؟! أصبحت أفعاله كلها ذنوب وخطايا، ولذلك قلت:

ورأيت أمريكا التي نسجوا لها أغلى وسامْ

قد زادني مرأى الضلا ل هوىً إلى البيت الحرامْ

وتطاولت تلك السنون فصار يومي مثل عامْ

ما أرضهم أرضٌ رأيتُ ولا غمامهمُ غمامْ

وعجبت للإنسان مبتور الإرادة والمصيرْ

يسعى بلا هدف ولا خير ولا هَدي منيرْ

مركوزة قدماه في ذل المرارة والسعيرْ

زيف من الهالات في قسماته شعب حقيرْ

إذاً: فاخلع من ذهنك هذا التصور: أنهم أوفياء أو أمناء أو صادقون، هم صادقون وأمناء إذا علموا أنهم سوف يجنون منك منفعة أو مصلحة؛ ولكن إذا علموا أنه ليس عندك منفعة لهم ولا مصلحة فلماذا يتقربون منك؟! حتى يحصل الواحد منهم على ثلاثين حسنة عند الله أو أربعين؟! هو لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر، ولا بالجنة ولا بالنار، فهو شعب عميل يعبد الدرهم والدينار، وشعب متمرد على الله، وهو الذي أدخل الشهوات في أذهان المسلمين، ومكر بالأديان في الأرض، ولذلك:

فواحش قد أظلمت منها السما والأرض منهم أوشكت أن تقصما

يقدسون الكلب والخنزيرا ويبصرون غيرهم حقيرا

ما عرفوا الله بطرف ساعة ولا أعدوا لقيام الساعة

فهم قطيع كشويهات الغنم لهو ولغو وضياع ونغم

إلى آخر تلك الأبيات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015