{وأخذتم أذناب البقر} أسلوبه عليه الصلاة والسلام لاذع لأولئك الذين تركوا دين الله، وأصبحت مواشيهم ودواجنهم في بيوتهم أعظم عندهم من نصرة الدين، وقد وجد هذا، فوالله إن في الأمة من يغضب لبقره أكثر من غضبه لمبادئه الإسلامية.
الدين ينتهك، والمنكرات والفواحش تنتشر، وتعطيل كثير من أمور الإسلام، ومع ذلك لا غضب، أما إذا مست وظيفة العبد، أو منصبه، أو شيء من مصالحه، أو بيته أو أرضه، أقام الدنيا وأقعدها.
فمن هو المسئول عن الدين إلا أنتم؟ ومن يبلغ هذا الدين إلا أنتم؟ ومن يحمل مبادئه في الناس إلا أنتم؟
{وأخذتم أذناب البقر} وقس على البقر أمثالها وأمثالها من الدواجن، والحمام، والغنم، والصقور، وفن الهوايات التي تعلق بها السفهاء ولو كانوا كباراً في السن، فأصبح الواحد منهم كبيراً في جسمه، طفلاً في عقله، يلعب بالصقر، ويتفرج الصباح والمساء على دواجنه ومزارعه، ودين الله لم يقدم له كلمة، ولم يقدم له درهماً ولا ديناراً، ولم يكن عوناً لنشره في الأرض، ماذا أريد أن أقول بعد هذه المقدمة؟
أقول: نحن في موطن صيفي، وهذه المنطقة كغيرها من مناطق البلاد الإسلامية تحتاج إلى دعوة، وتحتاج إلى رواد محمد عليه الصلاة والسلام، وإلى حملة قال الله وقال رسوله عليه الصلاة والسلام، أن ينشروا الدعوة في القرى والبوادي والمدن، وأن يكونوا دعاة فضيلة، يقول عليه الصلاة والسلام: {بلغوا عني ولو آية} ويقول: {نضر الله امرءاً سمع مني مقالة فوعاها فأداها كما سمعها، فرب مبلغ أوعى من سامع} أين آلاف الخريجين من الجامعات؟ وأين آلاف الطلاب من الثانويات؟ وأين القضاة؟ أينتشر السحر والكهانة والشعوذة والشرك في المناطق والقرى والبوادي؟
أيخيم الجهل على كثير من الناس حتى لا يعرف الإنسان أنه يؤدي صلاته أداء إسلامياً؟
فأين أولئك؟ ألن يسألهم ربهم؟ ألن يسألهم معلمهم وشيخهم صلى الله عليه وسلم؟
فيا دعاة الإسلام! ويا حملة المبادئ! لا نريد منا أن نكون كمن قدموا أرواحهم في أحد.
فلا تعرضن بذكرنا في ذكرهم ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد
لكن نريد أن نقدم شيئاً للدين؛ بنشر الكتاب الإسلامي، والكلمة الطيبة، والشريط الإسلامي، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإصلاح الناس، وأن نسعى في سعادتهم وإنقاذهم من الظلمات، وإنقاذهم من النار، وإدخالهم جنة عرضها السموات والأرض.
أيها الناس! صلوا على الحبيب عليه الصلاة والسلام، وأكثروا من الصلاة والسلام عليه، وأفيضوا بالتحيات عليه في هذه الساعة المباركة، وعلى أصحابه الكرام والتابعين لهم بإحسان، جمعنا الله بهم في دار السلام.
اللهم أصلحنا ظاهراً وباطناً، اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه، اللهم اهدنا سبل السلام، اللهم أصلح من وليته علينا، اللهم ولِّ علينا خيارنا ولا تول علينا شرارنا، اللهم ولِّ علينا من يرجوك فينا ويخافك فينا ويرحمنا فيك.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.