{وتركتم الجهاد} تُرِكَ الجهاد منذ عهد بعيد، فلم يجاهد شعب لله، ولم تجاهد أمة، ولم يرتفع علم الجهاد، ولم تسر الأمة مساراً صحيحاً في الجهاد، أمة أترفت وميعت، فأصبحت أمة زائفة راسبة، كأنها لم تكن يوماً من الدهر أمة الشهداء، أمة حمزة ومصعب بن عمير وخالد بن الوليد، وسعد بن أبي وقاص، تركت الأمة الجهاد تماماً، وأصبح الجهاد عندها مستنكراً، بل يسمونه في الوسائل الغربية همجية وبربرية، أما إسفاف الكفر، وأما سحق الشعوب، أما قتل شعب مسلم في فلسطين فعدل، وأما قتل مليونين من أفغانستان فعدل، أما إذا قام المسلمون برفع لا إله إلا الله فهمجية وبربرية، وتردد وسائل الإعلام الناقصة المتخلفة المفترية هذه الكلمات، وأصبحت توجه السهام لدعاة الإسلام وتسميهم بأبشع الألقاب: الأصوليين، الفوضويين، الفضوليين.
عجيب أمركم! من هو الأصولي والفوضوي؟! من هو الذي طرح خده للمستعمر؟! من الذي أصبح وسيلة وأداة في كف أعداء الله عز وجل؟! أقوم يريدون أن تعود لنا المكرمات والأمجاد، أم قوم سلخوا من مبادئهم وأعرافهم وتقاليدهم الإسلامية؟