ضرورة دعوة الناس إلى التوحيد

السر الأول المعلن: التوحيد، فيجب على كل داعية أن يكون أول كلامه إذا دعا الناس موشحاً بالتوحيد، وأكبر قضاياه توحيد العباد لخالقهم، وهي الدعوة التي بعث الله تعالى بها رسله عليهم الصلاة والسلام، وأنزل كتبه، وخلق من أجلها النار والجنة، ونصب الميزان.

وافترض الله سبحانه وتعالى على عباده هذا الفرض اللازم الذي دمرت الدنيا من أجله خمس مرات، وفي الصحيحين أن الرسول عليه الصلاة والسلام.

قال لـ معاذ: {أتدري ما حق الله على العباد؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، ثم قال له: وهل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حقهم عليه ألا يعذبهم} أو كما قال عليه الصلاة والسلام، فالتوحيد دائماً وأبداً هو محور كلام الداعية، وعليه لب كلامه، فعلى دعاة الإسلام أن ينشروه، وأن يوضحوه، وأن يخطبوا به، وأن يجددوا الأساليب فيه، وأن يذهبوا به في البوادي والضواحي والقرى والمدن، وأن تكتب فيه الكتيبات، وأن يجدد فيه الأساليب بكل لسان من منظومٍ، ومنثورٍ، ومن داعية، وواعظٍ، ومفكرٍ، حتى يكون الناس على بصيرة، وهو الأصل المعتمد الذي إذا فسد فسدت كل الأعمال بعده: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الزمر:65 - 66].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015