أيها الإخوة الكرام: أما سبب خطاب الشيخ هذا فقد سبق من قبل فترة أن ذهبت أنا وبعض الدعاة من الإخوة الكرام إلى سماحته وشكونا إليه ما نلقى من ردودٍ، ومن اعتراضات لا صحة لها، ومن نقدٍ يوزع في الأشرطة، ويكتب في بعض الكتيبات التي تنشر؛ فأخبرنا سماحته أنه سوف يتبنى هذا الموقف وينقذ دعاة الإسلام بكتابه، وما كان سماحته إلا أن كتب لنا رسائل خاصة، وسوف أقرأ رسالتي التي وجهها سماحته ولولا رفع اللبس لما قرأتها، ولكن على العبد إذا تعرض إلى نقدٍ لا حقيقة له، له أن يدافع عن نفسه، وقد فعل ذلك الصالحون والأخيار من السلف ممن كان قبلنا رضوان الله عليهم.
يقول سماحته: بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم صاحب الفضيلة الشيخ عائض بن عبد الله القرني، وفقه الله لما يحبه ويرضاه، وزاده من العلم والإيمان آمين
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد:
فنظراً لحاجة الناس اليوم إلى الوعظ والتذكير والإرشاد ولما لفضيلتكم من الجهود المشكورة في هذا المجال والقبول والتأثير -نسأل الله أن يثيبكم على ذلك- فإني أرجو من فضيلتكم مواصلة الجهود في ذلك، والصبر على دعوة الناس إلى الخير، وتذكيرهم لما خلقوا له، من توحيد الله وطاعته، وتشجيع إخوانكم من أهل العلم على ذلك، لما لا يخفى عن الجميع من فضل الدعوة إلى الله سبحانه، وشدة حاجة المسلمين وغيرهم إليها، وذلك عن طريق المحاضرات والدروس والإجابة عما يشكل عليهم، في أمور دينهم والتعاون على البر والتقوى، ونحن مستعدون للتعاون معكم بذلك، والتفاهم مع ولاة الأمر فيما قد يعرض لكم في هذا السبيل، فسيروا على بركة الله، وأبشروا بالأجر العظيم والذكر الجميل، وحسن العاقبة التي وعد الله بها المخلصين الصادقين، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا، ويجعلنا جميعاً من أنصار دينه والدعاة إليه على بصيرة، وأن يوفق حكومتنا وعلى رأسها خادم الحرمين وجميع المسئولين لكل ما فيه رضاه وصلاح أمر عباده إنه جوادٌ كريم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
رقم هذا الخطاب (1142) تاريخه (10/ 9/1411هـ).