قبل أن أصل إلى خطاب عالم الأمة، أقف معكم وقفة مع قصيدة؛ لأنكم أمة شاعرة تحب الأدب، وأنتم أدباء متأدبون مع الله ومع رسوله، أسأل الله أن ينفعنا وإياكم بأدبنا.
عنوان القصيدة: الوحي مدرستي الكبرى
أنا الحجاز أنا نجد أنا يمن أنا الجنوب بها دمعي وأشجاني
بـ الشام أهلي وبغداد الهوى وأنا بـ الرقمتين وبـ الفسطاط جيراني
وفي ثرى مكة تاريخ ملحمة على رباها بنينا العالم الفاني
في طيبة المصطفى روحي ووالهي في روضة المصطفى عمري ورضواني
النيل مائي ومن عمان تذكرتي وفي الجزائر آمالي وتطوان
دمي تصبب في كابول منسكبا ودمعتي سفحت في سفح لبنان
فأينما ذكر اسم الله في بلد عددت ذاك الحمى من صلب أوطاني
والوحي مدرستي الكبرى وغار حرا ميلاد فجري وتوحيدي وإيماني
وثيقتي كتبت في اللوح وانهمرت آياتها فاسألوا يا قوم قرآني
جبريل يغدو على قومي بأجنحة من دوحة الطهر في نجواه عرفاني
بدر أنا وسيوف الله راعفة كم حطمت من عنيد مارد جاني
كتبت تاريخ أيامي مرتلةً في القادسية لا تاريخ شروان
وما استعرت تعاليماً ملفقةً من صرح واشنطن أو رأس شيطان
وما سجدت لغير الله في دعة وما دعوت مع معبودنا ثاني
وما مددت يدي إلا لخالقها وما نصبت لغير الحق ميزاني
فقبلتي الكعبة الغراء يعشقها روحي وأنوارها في عمق أجفاني
وليس لي مطلب غير الذي سجدت لوجهه كائنات الإنس والجان
لا أجمع المال مالي كل أمنية طموحة تصطلي بركان وجداني
وكل فدم جبان لا يصاحبني على الشجاعة هذا الدين رباني
ليت المنايا تناجيني لأخبرها أن المنايا أنا لا لونها القاني
ليرم بي كل هول في مخالبه ما ضرني وعيون الله ترعاني
ممزق الثوب كاسي العرض ملتهباً أنعى المخاطر في الدنيا وتنعاني
مريض جسم صحيح الروح في خلدي حب لأحمد من نجواه عرفاني
بلال صوتي هتاف كله حسن أذانه في المعالي رجع آذاني
وعزم عمار في دنيا فتوته أسقي شبابي به من نهره الداني
عصا الكليم بكفي كي أهش بها على تلاميذ فرعون وهامان
ونار نمرود أطفئها بغادية من الخليل فلا النيران تصلاني
في حسن يوسف تاريخي وملحمتي من صنع خالد لا من صنع ريجان
داود ينسج درعي والوغى حمم لا يخلع الدرع إلا كف أكفاني
دعني ألقن قوماً ما لهم همم إلا على العزف من دان ومن دان
قوم مخازنهم نهب ومطعمهم سلب وموكبهم من صف فئران
هم في الرؤى نقطة سوداء إن لمعوا يا للرجال وهذا العالم الثاني
يا جيل يا كل شهم يا أخا ثقة يا بن العقيدة من سعد وسلمان
يا طارق يا صلاح الدين يابن جلا يا عين جالوت يا يرموك فرقان
يا بائع الأنفس الشماء في شهب من الرماح على دنيا سجستان
يا من بنوا المجد من أغلى جماجمهم في شقحب النصر أو في أرض أفغان
يا من سقوا دوحة الإسلام من دمهم من كل أروع يوم الروع ظمآن
يا صوت عكرمة المبحوح يقطعه قصف العوالي من سمر ومران
هيا إلى الله بيعوا كل ثانية فصوت رضوان ناداكم وناداني