Q قد ذكرتم جزاكم الله خيراً الإخاء غير المفتعل، فماذا عن الإخاء المفتعل؟
صلى الله عليه وسلم نعم.
أنا ذكرت متضادات في المحاضرة، فإذا ذكرت الإيجابية ذكرت معها السلبية، فالإخاء المفتعل هو إخاء المتأخرين من الخلف، وأخص منهم الحثالات الذين يتآخون على المجاملات، تجدهم يتهيجهم اللعن، فأول ما يلقاه يلعنه، وتجد أُخوتهم إما على المطاعم أو المشارب أو على مصالح مشتركة، أو يتوجهون لأفكار خاصة، أو مناهج معينة تخالف منهج الله سبحانه وتعالى، والله تعالى يقول فيهم: {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} [الحشر:14].
اجتماعهم وذهابهم وإيابهم وجلوسهم في الظاهر، لكنه من داخل منخور، فيه سوس، وفيه نار تتلظى، وهي نار البغضاء! ولذلك تجد بعضهم يغتاب ذاك بعد أن يُولِّي، وإذا لقيه يقسم له الأيمان المغلظة أنه يحبه أحب من نفسه، فإذا ذهب لعنه في قفاه، وهؤلاء إخاؤهم مفتعل، إنما هو وقتي، وسوف ينهار؛ لأنه لم يؤسس على تقوى من الله ورضوان، وكل شيء لغير الله آخره الدمار: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} [الرعد:17].