إجابة الدعوة

من مادة حقوق الإخاء شعبة: إجابة الدعوة؛ لا طمعاً في الطعام، ولكن حباً في الصلة والوئام، وربما كانت زيارات الخلف إزهاقاً للأوقات لا لطلب القربات، فزيارات الناس -الآن- في الغالب فقط تضييع وقت، وأكثر زيارات الشباب وحتى الملتزمين على غير جدوى العمل، وعلى غير ترتيب سابق، وعلى غير استفادة من الوقت، فتجده يدخل عليه في وقت فجأة، وهذا غير مستعد وهذا غير معد لفائدة، فينهي عليه وقتاً طويلاً من صلاة العصر إلى صلاة المغرب، ثم يقومان عن هذا شذر مذر، فما جرى في الحياة؛ تزوج فلان وطلق فلان ومات فلان وعاش فلان!! وهذا حديث عوام الأسواق، وحديث السقطة من الناس، ولا تليق بمن يريد أن يُقدِّر وقته، وقد سبق أن شيخ الإسلام ابن تيمية ألف كتاب التدمرية من بعد صلاة الظهر إلى صلاة العصر، كتاباً كاملاً قرر في كلية أصول الدين، في السنة الأولى فما فهمه الطلاب ورسبوا بعد أن قرءوا هذه المادة؛ لأنها تُدِّمر كل شيء باطل بأمر ربها، فأصبحوا لا يُرى إلا مساكنهم.

أيها الإخوة! إجابة الدعوة عند بعض المتأخرين تعتمد على الوجاهات والواسطات، فبعضهم لا يجيب إلا وجهاء وأغنياء الناس ومن له مكانة أرضية ودنيوية فقط، وأما الفقراء والمساكين؛ فيعتذر بالأشغال وبالالتزامات، وهذه ليست من مادة الإخاء عند محمد صلى الله عليه وسلم، لكنك تجدها عند أهل الأرض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015