الحمد لله على نعمة الإسلام, وكفى بها نعمة, والحمد لله عند كل نعمة، والحمد لله حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه, كما يحب ربنا ويرضاه, والصلاة والسلام على نبينا محمد أفضل نبي وأشرفه وأزكاه.
ثم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية من عند الله مباركة طيبة.
أيها الإخوة الأحباب! باسمكم جميعا نحيي شيخنا وضيفنا وحبيبنا، أبا عبد الله الشيخ: عائض بن عبد الله القرني من كل قلب يمتلئ بالحب، وكل عينين تشعان بالصدق, وكل لسان ينطق بالحق, نقول: أهلاً بـ أبي عبد الله ترحب به عرانين نجد وبطاحها، وجبال عسير وقممها, أهلاً بـ أبي عبد الله من كل الشباب الذي امتلأت قلوبهم حبّاً لك, كما امتلأ قلبك نصحاً لهم وحباً.
يا أبا عبد الله! تحييك نجد والقصيم كلها, من كل الشباب الذين آمنوا بالله رباً وبمحمد نبياً وبالإسلام ديناً, تحييك نجد كلما هبت صباها, وفاح شذاها, وتقلب صباحها ومساها, أهلا بك يا أبا عبد الله كلما نبست شفة أو رفت عين أو خفق قلب بحب.
يا أبا عبد الله إن جميع الشباب الذين يغص بهم هذا المجمع المبارك, جاءت لتعلن بلسان حالها ومقالها أنها جموع محمد صلى الله عليه وسلم, وأنهم أهل الحق الذي تصدع أنت بكلمته, وأنهم أتباع محمد الذي تشدو أنت بدعوته, وأن الطريق والصراط المستقيم قد اتسع لشباب علت هممهم، وسمت اهتماماتهم, وأصبح الذي يستهويهم صوت الكلمة الصادقة, والدعوة الناصحة, والرأي السديد.
أيها الإخوة! أدعكم مع سبح شعري، معانيه في قلوبكم جميعاً, ولكن الذي رسم كلماته هو شيخنا الشيخ سلمان بن فهد العودة , رسم هذه الكلمات معبراً عما في قلوبنا كلنا من حب, وشرفني يوم أن أمرني بإلقائها:
احملوني إلى الحبيب وروحوا واطرحوني ببابه واستريحوا
أنا من هيح الغرام شجاه وبراه الهيام والتبريح
يا أبا عبد الله كم من محب ناله من هواك ضر جريح
فسلام عليك من حيث تغدو وسلام عليك حيث تروح
وسلام عليك في كل صمت وسلام عليك حين تبوح
وسلام أنى حللت يوافيك كما الظل في مداه الفسيح
ذلك الحزن في الوجوه بكاء من مآسٍ تغدو بنا وتروح
فـ فلسطين طعنة وأنين وقتيل ونازف وجريح
وقلوب قد أنهكتها الرزايا فعليها من الرزايا موح
وبلاد الأفغان أنّات حزن وثكالى على ثكالى تنوح
ويهز الدنيا نداء صريخ تحت أقدام قاتليه طريح
وعلى كل بقعة ذكر اسم الله فيها مصائبٌ وقروح
يا أبا عبد الله ما حشر الأشباح إلا روح أبي سبوح
هزه الشوق للمجالس نشوى بعبير من الجنان يفوح
وبلحن من الكلام ندي فيه سر من السماء وروح
فلأنت الشباب يهتز عطراً ومعاناته وأنت الطموح
رافضاً زخرف الحياة جمالاً باهتاً لم ينده التسبيح
أما الآن فأدعو أسماعكم لتتعطر بهتافات أبي عبد الله وكلماته، فليتفضل مشكورا مأجوراً.