أخواتي في الله عز وجل! اعلمن أن الإسراف ظاهرة شائعة عند كثير من النساء إلا من رحم ربي، إسراف في الملابس، وفي الأطعمة والأشربة، وإسراف في أثاث البيت، تريد أن تكون في كل حفلة بزي جديد ولبس جديد، أين الدين؟! وأين تقوى الله؟ وأين مراقبة الله عز وجل؟ أين مال الزوج الذي يغطي هذه التكاليف؟! بل وجد من بعض النساء الجاهلات السفيهات أنها تلزم زوجها في كل مناسبة وفي كل حفل وزواج بحلي جديد ولباس جديد، حينها يفتقر ويملق، ويغضب عليها، وتنقطع العلاقة بين الزوج والزوجة، يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالى: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً} [الإسراء:27] ويقول سُبحَانَهُ وَتَعَالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً} [الفرقان:67] فالاقتصاد الاقتصاد! واعلمن أن جمال المرأة في عفافها وزهدها، وفي طاعة ربها ورضا زوجها.
فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إذا صلّتْ المرأة خمسها، وصامت شهرها، وأطاعت زوجها، دخلت جنة ربها} فهنيئاً لك يا أم الأبطال! ويا أم العلماء والشهداء! هنيئاً لك الصلاة، وهنيئاً لك تقوى الله، وهنيئاً لك القرآن!
إنها دعوة من القلب، وباقة ورد إلى فتاة الإسلام، أُهديها ثانية وثالثة علَّها أن تجد آذاناً صاغية، وقلوباً واعية، وعلَّها تجد من يستمع لها ويعمل بها.
لقد جاءت الذكرى، ولقد وصلت، فهل من مستجيب؟ وهل من سامع؟ وهل من عالم؟ وهل من داعية مسلمة؟
بارك الله فيكن وجمعكن في مستقر الرحمة {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} [القمر:55] يوم يتقبل الله منا أحسن ما عملنا ويتجاوز عن سيئاتنا في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون.