يقول في هذا الحديث العظيم الجليل الذي ما سمع الناس به -وإني أوصي نفسي وإياكم لمن وجد في نفسه سعة أن يردد هذا الحديث طويلاً على مسمعه، وأن يعيش معه فإنه أخاذ ومؤثر في قلوب الموحدين- يقول عليه الصلاة والسلام: {من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة}.
إن يوم القيامة له كرب كما في الصحيح، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: {يخرج الناس من قبورهم فيصيبهم العرق، فمنهم من يصيبه العرق إلى ركبتيه، ومنهم من يبلغ حقويه، ومنهم من يبلغ حلقه أو حنجرته ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً} نسأل الله السلامة، فإن هذا من الكرب، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إذا جمع الله الأولين والآخرين دنت الشمس من الرءوس واشتد الكرب بالنفوس وبلغ بهم الكرب أيما مبلغ، فذهبوا إلى آدم عليه السلام فقالوا: أما ترى ما نحن فيه؟ اذهب إلى ربك فاستشفع لنا فأنت من أنبياء الله ورسله، أنت أبونا، فيقول: نفسي نفسي، فتأخذ النوبة النبي بعد النبي حتى تصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقوم ويقول: أنا لها الحديث}.
واستشفع الناس بأهل العزم في إراحة العباد من ذا الموقف
وليس فيهم من رسول نالها حتى يقول المصطفى أنا لها