Q أنا أشرب الدخان، وأحلق لحيتي، وأنا في حرج، وأنا أبكي الليل والنهار، غلبني الشيطان، أرى الشاب الملتزم لكن لا أستطيع أن أنتصر على شيطاني، وعندي جلساء سوء، وتأتيني حالات من الهم والغم وأقدم والله على الانتحار أحياناً، فدلوني على الطريق، أنقذوا ابنكم المسكين، وادع لي بالشفاء؟
صلى الله عليه وسلم أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن يهديك سواء السبيل، وأن يمن عليك بتوبة نصوح، وأن يرسل عليك من شآبيب الرحمة والرضوان ما يمسي في قلبك ويدلك على الصراط المستقيم، وأن يحبب إليك الإيمان، وأن يزينه في قلبك وفي قلب كل مسلم، وأسأل الله أن يثبتك على الحق حتى تلقاه.
أما ما سألت عن شرب الدخان فهو محرم، وقد نص أهل العلم على تحريمه، وحلق اللحية أدهى وأمر، وهي من الأمور الخطيرة، بل هي من الكبائر عند أهل السنة، وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ربى لحيته، وأنه قال: {خالفوا المجوس، اعفوا اللحى، وقصوا الشوارب} وغيرها من الألفاظ الصحيحة، وأما قولك: يصيبك همٌ وغم، فأوصيك بأمور:
أولها: المحافظة على الصلوات الخمس جماعة، ثم أكثر من ذكر الله، وعليك بالقرآن والدعاء وإذا استطعت أن تشرب من ماء زمزم فاشرب وادع الله أن يريح قلبك، وأن يوسع صدرك، ثم أدعوك أن تهجر جلساء السوء، فهؤلاء أعداء الأنبياء والرسل، وهم المجرمون الذين أفسدوا شباب الإسلام، وأدعوك لحضور المحاضرات والدروس والسماع، لأن السكينة تغشى أهلها، وقد يأتيك حظك من نفحات الواحد الأحد، فتخرج وقد انغسل قلبك من أدران السوء ومن الشبهات والواردات، وإن كان لك والدة ووالد، فاسألهم الدعاء لك بالسحر، وفي أدبار الصلوات، ونحن دعونا لك بما فيه الكفاية هذه الليلة، وأما الانتحار فاعلم أن هذا لا يفعله مسلم، وأن من فعل ذلك أدخله الله النار، فمن انتحر أصبح خالداً مخلداً في النار، ولا ينتحر إلا أعداء الله، إلا الذين لا يعرفون الكتاب والسنة، ولا يعرفون المسجد، ولا ينتحر إلا الذي لا يعرف القرآن، ولا الهداية التي أتى بها محمد عليه الصلاة والسلام.
فعد إلى الله، وعليك أن تفكر في أمرك، واعلم أنها حياة ستون أو سبعون سنة ثم تنتهي بك إلى جنةٍ عرضها السماوات والأرض، أو نار تلظى، فأنقد نفسك قبل أن يأتيك اليقين، وفقنا الله وإياك.