الاهتمام بالعشر الأواخر

ومن الأمور التي ينبه عليها: الاهتمام بالعشر الأواخر فعلى المسلم أن يكثف من عبادته في العشر الأواخر، فيختم القرآن كثيراً، ويصلي في الليل كثيراً، فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام {أنه كان إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله} قال بعض الشراح: شد مئزره أي: اعتزل النساء، وقال بعضهم: بل شد وشمر للعبادة، (وأحيا ليله) أي: أحياه بالعبادة حتى صلاة الفجر، (وأيقظ أهله) أي: طلب من أهله أن يصلوا معه، فالعشر لها تميز آخر.

وحبذا لمن استطاع أن يجعل العشر الأواخر في الحرم الشريف؛ فإنه أسكن لقلبه وأخشع، ولم يكن عنده ظروف ولا مشقة، ولا يترك من المصالح أعظم مما يذهب إليه وهنا تنبيه: كثير من الأئمة يسافرون في رمضان ويتركون المساجد خاوية على عروشها، فيوكل في أول رمضان، والوكيل يوكل، ووكيل الوكيل يوكل، فيصبح المؤذن يصلي بالناس، فتنتقل صلاة التراويح إلى الفراش، ثم يذهب الأئمة ويغلق المسجد، وهذا خطأ تترك وأنت إمام وتذهب إلى الحرم! أي أجر تحصل عليه وقد ضيعت أكبر الفرائض وهي إمامة الناس التي كلفت بها؟!

وبعض الدعاة له نفع في بلده وفي مدينته، فيترك هذا النفع ويترك الدروس ويذهب إلى الحرم، وهذا يكون نفعه لازماً، والنفع المتعدي هو الأعظم؛ لأن كونك تدرس وتعلم، أعظم من أن تكون عابداً منزوياً في طرف الحرم، ولو كانت المسألة هكذا لرجع الصحابة من سجستان، ورجعوا من بغداد ومن دمشق إلى الحرم، لكنهم ما فعلوا؛ لأن الأصلح أن يكونوا هناك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015