Q فضيلة الشيخ هل يمكن أن تسمعنا قصيدة من قصائدك؟
صلى الله عليه وسلم لا بأس بذلك، سبق في الكلمة أنني ذكرت أنه نسب إلى علي رضي الله عنه قوله:
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه وإن بناها بشر خاب بانيها
ولي قصيدة على تلك القصيدة اسميتها: دمعة الخنساء:
دنياك تزهو ولا تدري بما فيها إياك إياك لا تأمن عواديها
تحلو الحياة لأجيال فتنعشهم ويدرك الموت أجيالاً فيفنيها
عاريّة المال قد ردت لصاحبها وأكنف البيت قد عادت لبانيها
والأينق العشر قد هضت أجنتها وثلة الورق قد ضجت بواكيها
يا رب نفسي كبت مما ألم بها فزكها يا كريم أنت هاديها
هامت إليك فلما أجهدت تعباً رنت إليك فحنت قبل حاديها
إذا تشكت كلال السير أسعدها شوق القدوم فتعدو في تدانيها
حتى إذا ما كبت خوفاً لخالقها ترقرق الدمع حزناً من مآقيها
فإن عفوت فظني فيك يا أملي وإن سطوت فقد حلت بجانيها
إن لم تجرني برشد منك في سفري فسوف أبقى ضليلاً في الفلا فيها
وهنا أبيات من قصيدة نظمتها في موسم الحج، في الدعاة:
يا مجمع الخير حيوا لي محياه نداء حق من الفصحى سمعناه
قد أطرب الأذن فانصاغت لنغمته وأطرقت برهة تصغي لفحواه
يقول للجيل والإيمان رافده عودوا إلى الله فقد ناداكم الله
يا رب عفوك لا تأخذ بزلتنا وارحم أيا رب ذنباً قد جنيناه
كم نطلب الله في ضر يحل بنا فإن تولت بلايانا نسيناه
ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا فإن رجعنا إلى الشاطي نسيناه
ونركب الجو في أمن وفي دعة فما سقطنا لأن الحافظ الله
فلا تغرنك الدنيا وزينتها فإنها طلل قد هد أعلاه
كن كالصحابة في زهد وفي ورع القوم هم ما لهم في الناس أشباه
عُبَّاد ليل إذا جن الظلام بهم كم عابد دمعه في الخد أجراه
وأسد غاب إذا نادى الجهاد به هبوا إلى الموت يستجدون لقياه
يا رب فابعث لنا من مثلهم نفراً يشيدوا لنا مجداً أضعناه