معايشة الرسول والجلوس معه

إن واجبنا -أيها الإخوة الفضلاء! - أن نستقرئ تاريخ رسولنا صلى الله عليه وسلم، وأيامه ولياليه، فإن العيش معه هو والله عيش السعادة، وإن حلاوة الإيمان لا تحصل حتى تتعرف على أحاديثه، وعلى أسرار كلامه، وتستقرئ سيرته، كيف كان يأكل ويشرب، كيف كان يصلي ويجلس ويصوم ويزكي ويعتمر، لأن الله يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} [الأحزاب:21].

نسينا في ودادك كل غالٍ فأنت الآن أغلى ما لدينا

نلام على محبتكم ويكفي لنا شرفاً نلام وما علينا

ولمَّا نلقكم لكنَّ شوقاً يذكرنا فكيف إذا التقينا

تسلى الناس بالدنيا وإنا لعمر الله بعدك ما سلينا

الذي يريد أن يهديه الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى الصراط المستقيم، فليجعل من حياته عملاً صالحاً وليجعل من رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة له.

قيل لـ ابن المبارك: [[كيف تذهب وتتركنا، وتجلس وحدك في البيت؟ قال: أنتم لا خير فيكم، أنتم تغتابون الناس، وأنا أجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع الصحابة، قالوا: كيف تجلس وبينك وبينهم مائة وعشرين سنة؟ قال: إني أقرأ في الكتب أخبارهم وأعلامهم، فكأني جالس معهم]] جلوسك من صحيح البخاري، وصحيح مسلم جنة إن كان في الدنيا جنة، وسعادة إن كانت في الدنيا سعادة، أحسن لك وأولى من أن تجلس مع المعرضين الصادين عن الله عز وجل.

وأسأل الله عز وجل -كما جمعنا في هذا المجلس الطيب العامر، والنادي القوي الموجَّه- أن يجمعنا في مستقر رحمته، يوم يتقبل الله عنا أحسن ما عملنا، ويتجاوز عن سيئاتنا في أصحاب الجنة، وعد الصدق الذي كانوا يوعدون، اللهم بعلمك الغيب , وبقدرتك على الخلق، أحينا ما كانت الحياة خيراً لنا، وتوفنا ما كانت الوفاة خيراً لنا، اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، ونسألك كلمة الحق في الغضب والرضا، ونسألك القصد في الفقر والغنى، ونسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، برحمتك يا أرحم الراحمين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وصلى على محمد وعلى آله وصبحه وسلم تسليماً كثيراً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015