خلوف فم الصائم

قال صلى الله عليه وسلم: {لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك} والخلوف هو الرائحة التي يخرجها الإنسان بعد الجوع، وهي أطيب عند الله عز وجل من ريح المسك، وأنت قد تتأذى لو شممت رائحة صائم ولا تصبر، لكن الله عز وجل جعلها أحسن من ريح المسك، ودم الشهيد في المعركة يأتي اللون لون الدم، والريح ريح المسك فما أحسن ذلك! وما أحسن الرائحة والطعم واللون! أما اللون فلون دم الشهيد في المعركة، وأما الرائحة فرائحة خلوف فم الصائم.

وقد جاء عند ابن ماجة حديث: {استاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي} وهذا حديث لا يصح، بل هو أقرب إلى الوضع، وهو موقوف على بعض الصحابة، ولا يصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم، بل الصحيح أن تستاك أول النهار وآخره، والشوافع يقولون: يسن السواك أول النهار، ويكره بعد الزوال.

وهي رواية للحنابلة، وهذا خطأ مخالف للأدلة، ولهم استنباط في ذلك، يقولون: لو أنك استكت بعد الزوال لأذهبت الخلوف الذي هو أحب إلى الله من ريح المسك وهذا ليس بصحيح؛ لأن الخلوف يأتي من المعدة، لا من الفم، ومهما استاك الصائم فلا ينقطع هذا الخلوف، فبطل ما قالوا سنداً واستنباطاً.

وفي حديث عامر بن ربيعة الصحيح عند الترمذي: {رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك ما لا أحصي وهو صائم} وقد علقه البخاري؛ لأنه ليس على شرطه، ويكفي في ذلك عموم حديث أبي هريرة مرفوعاً إليه صلى الله عليه وسلم: {لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة} وفي رواية: {عند كل وضوء} وهذا عموم في رمضان وفي غيره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015