Q نريد كلمة للشباب؟
صلى الله عليه وسلم أوصي الشباب في هذه المرحلة أن يحملوا الغيرة، ويجيدوا الوسيلة في تبليغ هذه الغيرة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا تكون الوسيلة خطأ، مقصدكم جليل وممتاز.
والطريقة هي: العودة إلى العلماء والمشايخ والدعاة الكبار، ونوصيكم بالشورى ولا ندعو إلى عمل عجول طائش تكون مفسدته على الشباب، وردة فعله على شباب الصحوة سيئة، فليسأل الإنسان نفسه، وليتق ربه، لا نقول للإنسان مت، لا تحمل غيرة، هذا يصبح ميتاً ويصبح حيواناً، اشتعل بالغيرة في داخلك، ولكن نفذها في تصريف حكيم ينهى المنكر.
يقول ابن تيمية في المجلد الثامن والعشرين: ليكن أمرك بالمعروف بالمعروف ونهيك عن المنكر بلا منكر.
بعض الناس إذا نهى عن منكر يأتي بمنكر أطم، ويأتي بمصيبة أعم، ولكن العلم وشورى الإخوة، وخطباء المساجد، والأئمة المشايخ، هي الطريقة السليمة لإنكار هذا المنكر وهذا هو المطلوب.
وندعو الشباب إلى إنكار المنكر مع العلماء والمشايخ متى قاموا بإنكار المنكر، وإلا ماذا ننتظر، هل ننتظر أن يحل بنا ما حل بالقرى التي كانت من قبلنا لما أعرضت عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ هل ننتظر قارعة من قوارع الله عز وجل؟
قبل فترة كنت في القويعية وبعد المحاضرة قام القاضي وأعلن في الناس أنه من غدٍ لا يباع أي شريط للغناء في هذا البلد أبداً، قال: وأخبرنا أنه اجتمع التجار في هذا البلد واشتروا تسجيلات الغناء وحوّلوها إلى تسجيلات إسلامية، وقبلهم بفترة اجتمع أهل الزلفي وفعلوا ذلك، وحوّلوا تسجيلات الغناء إلى تسجيلات إسلامية، وقام قاضيهم، وقال: من بعد هذا لا يباع شريط غناء أبداً.
وهل هذا إلا النور، وهل هذا إلا الصلاح، وهل واجب القضاة والدعاة وطلبة العلم إلا أن يفعلوا هذا، أما أن يبقى الإنسان على وضع، ويفضي أسراره في هيجان وعواطف وسب وشتم في المجالس ليس بصحيح، ندعو إلى الحكمة الحية المنفذة المؤثرة التي تنفع، وكم أعجبنا ورفع رءوسنا ما فعلتم أيها الأخيار، فسلام الله عليكم.
أيها الإخوة: يظهر من بعض الأسئلة أن بعض الناس يريد أن نظهر له عيوباً من عيوب الصحوة، ولا أدري ماله:
أقلوا عليهم لا أباً لأبيكم من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
ويقول صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه: {إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث} يريدكم معصومين لا تخطئون أبداً ولا تذنبون، لا لكنهم يصلون الجماعة خمس صلوات، ويحملون القرآن والسنة، ويتمنون الشهادة صباح مساء، ويحافظون على أمن البلاد، لكنهم حكماء يريدون تثبيت المعروف وإنهاء المنكر وإنقاذ الأمة، لكنهم يريدون إسعاد المرأة في الدنيا والآخرة، هذه تكفيهم، الواحدة منها خير من الدنيا وما فيها، أما أنك تريد عيوباً فليس عندنا شيء، كلهم بركة ونور وهداية.
أقلوا عليهم لا أباً لأبيكم من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا وإن وعدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا