Q بعض الناس إذا ذكرتهم باليوم الآخر، والنار والجنة وعذاب القبر، استهزءوا وتجاهلوا ويأتون بفكاهات على أهل النار؟
صلى الله عليه وسلم هؤلاء إذا فعلوا ذلك ولم يعلنوا توبتهم إلى الله، فهؤلاء زنادقة منافقون كفرة والعياذ بالله: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة:65 - 66] ومن ثبت عنه أنه استهزأ بالجنة أو بالنار أو بالرسول صلى الله عليه وسلم أو بالقرآن، فيشهد عليه ويرفع أمره إلى السلطان أو القاضي، ليرى حكم الله فيه ويقطف رأسه، فهو حلال الدم ويتقرب بدمه إلى الله.
وأنا قد ذكرت لكم أن بعض الفجرة من أهل الحداثة، في بلد من البلدان يقولون: كان يدرس في الكلية فيخرج في الفسحة، فيجمع معه فروخ الماسونية، وأذناب استالين ولينين، ويجلس معهم يشربون الببسي في الفسحة، فيقولون: حدثنا بالحديث النبوي، قال: حدثتني عمتي قالت: حدثتها جدتها، أن خالتها قالت: قال أبو هريرة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة: أتدرون ما الببسي؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: سبحان الله ما تدرون ما الببسي! قوموا عني، فيضحكون، فهذا قد أُفتي فيه أنه زنديق مارد ملحد.
ولذلك قصائدهم التي تنشر الرموز هم يريدون فيها الاستهزاء، حتى يقول أحدهم: إن ابن أبي هاشم -يعني: الرسول صلى الله عليه وسلم- نشر رداءه، وقد سبق أن عُرفوا -لعنهم الله لعنة تحيط بهم إن لم يتوبوا- وأنا أركز عليهم دائماً، وذلك مما رأينا من إصرارهم والمحاربة للكتاب والسنة في بلد قام على الكتاب والسنة، بلد المقدسات والحرمين، ثم يأتون من أبنائنا ممن يستنشقون هواءنا، ويشربون ماءنا، فيأتون بهذا الكلام الإلحادي، فحسبنا الله عليهم ونعم الوكيل!
فيا أيها الأخ! عليك أن تدعوهم بالتي هي أحسن، وإن كانوا سوف يستهزئون ويستمرون فلا تكلمهم ولا تجلس معهم: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام:68] فتقطع المجلس وتظهر الغضب، ولا تجاريهم في كلامهم.