أولها وأعظمها: التوبة النصوح، أن نمسي وإياكم تائبين ونصبح تائبين: {قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53] {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران:135].
وباب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها، ولا يزال كل يوم كلما برق بارق، وكلما سطع نجم وأضاء، ونزل قطر من السماء، وكلما لمع ضياء، وترقرق الماء، فلله تائب من الأولياء يعود.
هذا اليوم أتت رسالة من رجل اسمه المطبقاني من المدينة، أعلن توبته، ويريد أن تُقص توبته ولا يخبر باسمه، وأموره عجيبة فقد كان من الأثرياء التجار الكبار -أنا لا أذكر اسمه لكن أسرته معروفة- وقد سافر إلى أوروبا فأنفق مليوناً في عطلة من العطل في الفجور والإجرام والخسارة، وفي الأخير عاد وصلَّى صلاة التراويح في مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام المسجد النبوي وسمع المقرئ وهو يقرأ: {إِذَا وَقَعَتْ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ * خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ * إِذَا رُجَّتْ الأَرْضُ رَجّاً} [الواقعة:1 - 4] فَرُج قلبه وبعد الصلاة أتي عليه وهو مغمى، وحمل وأعلن توبته.
وقد وعدني أحد الإخوة بقصص كثيرة سوف نسمع إليها ونعرض لها في دروس ممن تاب وأناب، فحلنا من الورطة وخروجنا من هذه المدلهمة والنار التوبة النصوح.
{إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها}.