ومنها شدة حر جنهم نعوذ بالله من حر جهنم، قال عليه الصلاة والسلام -والحديث متفق عليه عند البخاري -: {ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم، قالوا: يارسول الله! إنها كانت كافية، قال: فإن نار جهنم فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً} فهذه نار الدنيا وهذه نار جهنم والعياذ بالله، نارنا هذه جزءاً من سبعين جزءاً من نار جهنم، وفي بعض الروايات: {أنها غمست في البحر سبعين مرة، حتى بردت ولولاها ما طاقها الناس} نعوذ بالله من النار التي أعدها الله للمعرضين.
لون جهنم: في الحقائق والنظريات العلمية التي وصل إليها العلم المتطور اليوم هو أن آخر درجات الحرارة تسود فيها النار، ولذلك في محاضرة مع عالم مسلم وعالم كافر، قال له المسلم: ما هي آخر نظرية توصل لها العلم الحديث؟ قال: توصلنا في العلم الحديث أننا إذا أشعلنا النار وبلغت درجة الحرارة ألفاً، بعد أن تحمر النار، فإنها تبيض، قال: فإذا ابيضت قال: ترتفع ألف درجة، قال: فماذا يحدث؟ قال: تسود النار تماماً، قال عندنا هذا في السنة، قال: في أي كلام؟ قال: روى الترمذي بسند صحيح أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: {أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت، وأوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت، وأوقد عليها ألف سنة حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة} فقال الرجل: لا إله إلا الله محمد رسول الله! وقصته معروفه وإسلامه منظور مشهود، والحق ما شهدت به الأعداء.
وإننا نعرض هذا ليعلم الناس أن الناس غاية ما يصلون إليه من العلم إنما هو موجود في كتابنا وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام، وقد أعطاني أحد الفضلاء قبل أيام كتاب الأوائل وفيه مائة عظيم في العالم، وقد ألفه مايكل هارف، أَلَّف مائة عظيم، أتدرون من هو الأول؟ إنه محمد عليه الصلاة والسلام، وهذا الأمريكي حاقد وغاضب وخصم وعدو ولكن يقول: الحقيقة هي التي فرضت نفسها، حيث أني لم أجد في المرتبة الأولى في عظماء العالم على مر التاريخ وفي بقاع الدنيا والقارات الخمس كمحمد عليه الصلاة والسلام، فيقول المترجم العربي: على رغم أنفك، فهو سيد الخلق، فهو الأول.
وهذه نأخذها حقائق ليظهر للذين انبهروا بحضارة الغرب، وقال أحدهم -كما عرض علينا في أحد الدروس- قال: لو حملنا الأمريكان على ظهورنا لما أنصفناهم، جعلك أنت تحملهم على ظهرك، أما نحن فنبرأ إلى الله أن نحمل أحداً منهم، لماذا؟ إن قدموا شيئاً فالذي خلق أدمغتهم هو الله، والعلم ليس حِجْراً عليهم، لكن انظر إلى محمد عليه الصلاة والسلام الذي يقول شوقي فيه:
المصلحون أصابع جمعت يداً هي أنت بل أنت اليد البيضاء
يمدح الرسول عليه الصلاة والسلام ويقول محمود غنيم:
أتطلبون من المختار معجزة يكفيه شعب من الأموات أحياه
إحياء القلوب أعظم من اكتشاف الذرة والكهرباء والسيارة والطائرة، أحيا شعوباً، ثم ترك هذه العقول تكتشف وتخترع وتقدم للناس، فهذا هو الفرق بين هذا العلم.
وللعلم فإن الرجل الواحد والخمسين في عظماء العالم هو عمر بن الخطاب، وأتى بـ هتلر في العظماء وكان رقمه أربعة وسبعين، فهذا هتلر الذي دمر الناس، أتدرون كم قتل هتلر؟ قتل خمسة وثلاثين مليوناً في الحرب العالمية الثانية، أكبر من قتل من ذرية آدم الأحياء هو هتلر، وأتى باليهود الذين سحقوا البشرية فجعلهم من العظماء، وقد ظل سعيه، وإنما نأخذ الشاهد: أن محمداً عليه الصلاة والسلام في المرتبة الأولى.
ومن لي بمثل سيرك المدلل تمشي رويداً وتجي في الأول