العلم بلا إيمان وخطره

فإن العلم بلا إيمان كفر وإلحاد، جاء أتاتورك في تركيا فأبطل الخلافة، أتى بالعلم ولكنه كفر بالإيمان والقرآن، واعتدى على شخص الرسول صلى الله عليه وسلم في أول خطاب ألقاه على الجماهير، وأتى بـ العلمانية، علم وإلحاد ينقصه إيمان يساوي أتاتورك.

غاندي في الهند أتى بالعلم لكنه كفر بالإيمان فأبطل الله مسعاه، وأصبح ممقوتاً من الصف الإسلامي.

وغيره وغيره كثير كـ هتلر قاتلِ الشعوب وعَدُوِّ الإنسانية، ونابليون.

أما محمد عليه الصلاة والسلام فأتى بالإيمان والعلم: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الرعد:19].

الأعرابي البدوي الذي يرعى ناقته في الصحراء علمه صلى الله عليه وسلم أن لا إله إلا الله، مرُّوا بأعرابي يصلي في الصحراء فقال له أحد الملحدين: لمن تصلي؟ قال: لله، قال: هل رأيته؟ قال: سبحان الله! الأثر يدل على المسير، والبعرة تدل على البعير، وسماء ذات أبراج، وليل داج، ألا تدل على السميع البصير؟! إي والله تدل على السميع البصير.

إمام أهل السنة والجماعة الإمام أحمد يقول له أحد الزنادقة الملاحدة: دلنا على دليل قدرة الباري، قال: بيضة الدجاجة -قاتلك الله- أما سطحها ففضة بيضاء، وأما باطنها فذهب الإبريز، تفقس فيخرج منها حيوان سميع بصير ألا تدل على السميع البصير؟! بلى.

تدل على السميع البصير.

سَلِ الليلَ: مَن كساه الجلباب؟

وسَلِ النجومَ: مَن جمَّلها؟

وسَلِ السماءَ: مَن رفعها؟

وسَلِ الزهرةَ: مَن أنبتها وشذَّاها؟

سَلْ كلَّ شيء.

اسمع إلى شاعر السودان، والحمد لله أن وجد في ساحتنا الإسلامية من الشعراء المؤمنين الذين يحملون لا إله إلا الله، شاعر السودان إبراهيم بدوي كان عبداً صالحاً لله، يصلي الصلوات الخمس، عرف طريقه إلى الله؛ لأنه يوجد في الساحة شعراء فجرة استخدموا الأدب لكن في عداء الإسلام، وفي عداء محمد صلى الله عليه وسلم، وفي الاستهزاء بالقرآن وبالمقدسات، أما شاعر السودان فيقول في ابتهالاته:

بك أستجير ومن يجير سواكا فأجر ضعيفاً يحتمي بحماكا

أذنبت يا ربي داهمتني ذنوب ما لها من غافر إلاَّكا

إبليس يخدعني ونفسي والهوى ما حيلتي في هذه أو ذاكا

ثم نظر إلى الكون وتأمل الحياة وقال وهو يعلن التوحيد:

قل للطبيب تخطفته يد الردى من يا طبيب بطِبِّه أرداكا

من؟! اللهَ!

قل للمريض نجى وعوفي بعد ما عجزت فنون الطب من عافكا

من؟! الله!

وقل للنحل يا طير البوادي ما الذي بالشهد قد حلاكا

الله ضرب النحل مثلاً، والنمل مثلاً، والبعوضة مثلاً، قال سبحان وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} [البقرة:26] وقال في النمل: {قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} [النمل:18] وقال الله للنحل: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} [النحل:68].

يقول كيريسي موريسون العالِم الأمريكي في كتاب الإنسان لا يقوم وحده وهو مترجَم ونَقََلَ منه سيد قطب مقطوعات يقول: ما للنحلة تخرج من خليتها وتعود في الظهيرة بشذا الزهر؟! مَن علَّمها الخلية؟! أعندها جهاز أو إيريال؟! قال سيد قطب: لا ليس عندها جهاز ولا إيريال، ولكن الذي خلقها أوحى إليها ودلَّها وعلَّمها {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} [النحل:68].

فيقول شاعر السودان:

وقل للنحل يا طير البوادي ما الذي بالشهد قد حلاكا

الله!

وإذا ترى الثعبان ينفث سُمَّهُ فاسأله من ذا بالسموم حشاكا

واسأله: كيف تعيشُ يا ثعبانُ أو تحيا وهذا السم يملأ فاكا

فالحمد لله الجليل لذاته حمداً وليس لواحد إلاَّكا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015