قصيدة للشيخ/ عائض

Q بسم الله الرحمن الرحيم، فضيلة الشيخ: هل تذكر لنا من قصائدك ما تروح به عن أنفسنا قليلاً وجزاكم الله خيراً؟

صلى الله عليه وسلم من القصائد قصيدة المجاهدين الأفغان -على ذكر المجاهدين الأفغان- وقصيدة لسماحة الشيخ/ عبد العزيز بن باز، لأنه في صرح علمي، وإلا فهناك قصائد أخرى، لكن لما وجدنا في الصرح العلمي هذا حبذا أن نذكر قصيدة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز فهو علم ولا تحتاج الأعلام إلى تعريف، ونحن نتقرب إلى الله بحبه، وقد مدحه كثير من الشعراء والأدباء، وبعض طلبة العلم قال لي: سوف يصنف كتاباً اسمه الممتاز في مدائح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، وممن مدحه تقي الدين الهلالي عالم المغرب والمحدث الكبير حيث يقول:

خليلي عوجا بي لنغتنم الأجرا على آل باز إنهم بالثنا أحرى

وزهدك في الدنيا لو أن ابن أدهم رآه رأى فيه المشقة والعسرا

ومن مدح المجذوب يقول:

روى عنك أهل الفضل كل فضيلة فقلنا حديث الحب ضرب من الوهم

فلما تلاقينا وجدناك فوق ما سمعنا به في العلم والأدب الجم

فلم أر بازاً قط من قبل شيخنا يصيد فلا يؤذي المصيد ولا يدمي

ولي قصيدة فيه جزاه الله خيراً اسمها" البازية" قلت:

قاسمتك الحب من ينبوعه الصافي فقمت أنشد أشواقي وألطافي

لا أبتغي الأجر إلا من كريم عطا فهو الغفور لزلاتي وإسرافي

عفواً لك الله قد أحببت طلعتكم لأنها ذكرتني سير أسلافي

يا دمع حسبك بخلاً لا تجود لمن أجرى الدموع كمثل الوابل السافي

يا شيخ يكفيك أن الناس قد شغلوا بالمغريات وأنت الثابت الوافي

أغراهم المال والدنيا تجاذبهم ما بين منتعلٍ منهم ومن حافي

مجالس اللغو ذكراهم وروضتهم أكل اللحوم كأكل الأغطف العافي

وأنت جالست أهل العلم فانتظمت لك المعالي ولم تولع بإرجافي

بين الصحيحين تغدو في خمائلها كما غدا الطلُّ في إشراقها الضافي

تشفي بفتياك جهلاً مطبقاً وترى من دقة الفهم دراً غير أصدافِ

وبالمناسبة هناك أرجوزة أريد ذكرها، لأن الشباب موجودون ونضع في كل مقام ما يناسبه، وأرواح الشباب لطيفة خفيفة ظريفة وهي تحتاج إلى بحر الرجز، وبحر الرجز خفيف ظريف لطيف، هذه الأرجوزة كانت في سفري إلى أمريكا اسمها أمريكا التي رأيت، سمعها الكثير منكم، لكن نعيدها ففيها معانٍ إسلامية - إن شاء الله - يستفاد منها:

يقول عائض هو القرني أحمد ربي وهو لي ولي

مصلياً على رسول الله مذكراً بالله كل لاهي

قد جئت من أبها صباحاً باكرا مشاركاً لحفلكم وشاكرا

وحملتنا في السما طيارة تطفح تارة وتهوي تارة

قائدها أظنه أمريكي تراه في هيئته كالديك

يا سائل الأخبار عن أمريكا اسمع رعاك الله من يفتيكا

وهذه أخبار هذي النشرة مسافة السير ثلاث عشرة

من الرياض عفشنا ربطنا وفي نيويورك ضحىً هبطنا

أنزلنا في سرعة وحطنا وقد قصدنا بعدها واشنطنا

ثم ركبنا بعدها سيارة مستقبلين جهة السفارة

منزلنا في القصر أعني ريديسون يا كم لقينا من قبيح وحسن

في بلد أفكاره منكوسة تثقله بصائر مطموسة

يقدسون الكلب والخنزيرا ويبصرون غيرهم حقيرا

ما عرفوا الله بطرف ساعة وما أعدوا لقيام الساعة

فهم قطيع كشويهات الغنم جد وهزل وضياع ونغم

فواحش قد أظلمت منها السما والأرض منها أوشكت أن تقصما

من قتل العمال في بولندا ومن أتى بالرق في يوغندا

من دمر البيوت في نزاكي من ضرب اليونان بالأتراك

من الذي ناصر إسرائيلا حتى تصب عنفها الوبيلا

استيقظوا بالجد يوم نمنا وبلغوا الفضاء يوم قمنا

منهم أخذنا العود والسيجارة وما عرفنا نصنع السيارة

أما القبائح فأخذت إلى الشرق، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ما صنعنا طائرة ولا سيارة ولا دفاية ولا ثلاجة.

أحد العلماء في مجلس يشرح الروض المربع في الفقه الحنبلي، بعض الشباب المتطور -المتدهور وليس المتطور- قال: يا شيخ! الناس صعدوا على سطح القمر وأنت تشرح الروض المربع، قال: نعم، لكنك الحمد لله لا درست الروض المربع ولا صعدت على سطح القمر، لأنه ما جلس معنا على الأرض ولا صعد معهم إلى القمر {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ} [النساء:143].

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبيه صحبه أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015