الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين.
نحن نمتاز عن أمم الأرض بأمور:
أولها: التوحيد، حيث وحدنا الله، ورضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً، فنحن موحدون يجري التوحيد في دمائنا ولا نريد إلا الله، ورفعنا بالأمس لا إله إلا الله، ورفعنا اليوم لا إله إلا الله، ونرفع غداً لا إله إلا الله، سجدنا لله عز وجل وسجد غيرنا لشهواته ومطامعه، أحببنا الله وأحب غيرنا الهوى والضياع والهيام.
فنحن موحدون نرفض كل من يحاول أن يخدش وجه التوحيد، ولذلك أما رأيتنا يوم أن أنكر على أذناب الحداثة يوم حاولوا أن يشوهوا وجه التوحيد، أما رأيت غضبة المسلمين ودماءهم وشجبهم واستنكارهم يوم أراد أذناب أولئك أن ينفثوا سمومهم في أرض التوحيد، لقد غضب الناس وأنكروا، لأن هويتنا لا إله إلا الله محمد رسول الله، نحن مسلمون ولنا تميز على الأمم؛ لأننا أهل شريعة نتعامل بشريعة نعبد الله على شريعة، أخلاقنا بشريعة، وسلوكنا بشريعة، ومعتقدنا بشريعة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً} [المائدة:3].
شريعتنا من الواحد الأحد: {إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} [النجم:4 - 5] {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:50] لا شريعة حمورابي ولا نابليون، ولا قواعد هتلر ولا الكتاب الأخضر، بل كتاب وسنة: {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت:42].
نحن المسلمين نمتاز على الناس أن لنا قدوة وهو محمد عليه الصلاة والسلام: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} [الأحزاب:21] جعلناه في عيوننا وأبصارنا، وفي قلوبنا.
نسينا في ودادك كل غالٍ فأنت اليوم أغلى ما لدينا
نلام على محبتكم ويكفي لنا شرفاً نلام وما علينا
ولما نلقكم لكن شوقاً يذكرنا فكيف إذا التقينا
تسلى الناس بالدنيا وإنا لعمر الله بعدك ما سلينا
زعيمنا ورمزنا وحبيبنا وإمامنا محمد عليه الصلاة والسلام.
نحن المسلمين إذا صلينا تذكرنا صلاته، وإذا حججنا تذكرنا حجه، وإذا تعلمنا، تذكرنا تعليمه، وإذا تخلقنا تذكرنا أخلاقه.
نحن المسلمين أهل أصالة، فنحن لم نولد اليوم، فملة الإسلام لها أكثر من ألف وخمسمائة سنة -خمسة عشر قرناً- وماركس الملعون ما مكثت مذكراته إلا اثنتين وستين سنة، وأخذت تنهار اليوم، يذبح أصحابها وأدعياؤها، ويداسون بأحذية الناس في الشوارع؛ لأنها لعينة قبيحة، أما الإسلام فينتشر كالشمس صادقٌ كالفجر عميق كالحق ثابت كالصدق.
أين ما يدعى ظلاماً يا رفيق الليل أينا إن نور الله في قلبي وهذا ما أراه
قد مشينا في ضياء الوحي حباً واهتدينا ورسول الله قاد الركب تحدوه خطاه
قد شربنا من كئوس المجد حقاً وارتوينا وكتبنا بدماء العز تمجيد الإله
{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران:110] {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) [البقرة:143] فحيا الله تلكم الأمة التي أخرجت أبا بكر وعمر وعثمان وعلي وصلاح الدين وطارق وأبيَّ ومعاذ وأحمد ومالك وابن تيمية وابن القيم إنها أمة المجد، ومن أراد السعادة فليسلك هذا المسلك، وليدخل في هذه الأمة، وليعلم أن أمم الأرض جميعاً غير المسلمين على ضلالة: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:85].
أيها المسلمون! صلوا وسلموا على رسولنا صلى الله عليه وسلم، وأكثروا من الصلاة عليه وعلى آله وأصحابه، فإن صلاتنا تعرض عليه في هذه الساعة.
اللهم صلِّ وسلم عليه، وارض اللهم عن أصحابه الأطهار من المهاجرين والأنصار، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.
اللهم اجمع كلمة المسلمين، اللهم وحد صفوفهم، اللهم خذ بأيديهم لما تحبه وترضاه.
اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور، واهدنا سبل السلام.
اللهم أصلح شباب المسلمين، اللهم ردهم إليك رداً جميلاً.
اللهم انصر المجاهدين المسلمين في أفغانستان وفلسطين.
اللهم ثبت أقدامهم، وأنزل السكينة عليهم، وأيدهم بروح منك.
ربنا إننا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا، لنكونن من الخاسرين.