Q إني أجد في نفسي تحمساً للقراءة، ولكني عندما أفتح كتاباً وأقرأ فيه شيئاً قليلاً أمله ولا أستطيع إكماله فما الحل؟
صلى الله عليه وسلم كثير من الإخوة يرى أن القراءة أمر سهل، فإذا ناسب نفسه يجعلها متعة؛ فإن استطاع أن يقرأ فبها ونعمت، وإن لم يستطع تركها، ولذلك تجد بعض الإخوة عنده مكتبة كاملة ما قرأها، ويعرف المؤلف والعنوان، والطبعة، طبعة دار الشروق أو بولاق، ويمسح بيده هكذا، ينظر هل هذا مصور أم مخطوط؟! هذه ما تنفع، قراءة العناوين والمؤلفات ما تنفع حتى تدخل أنت في صلب الكتاب، ولا يحصل المسلم على خير الدنيا والآخرة إلا بالصبر، فلا بد أن تجاهد نفسك، علماً أن النفس إذا دعوتها لتقرأ فتح الباري -مثلاً- دعتك إلى قراءة العقد الفريد، أخبار وأسمار وأشعار وأحياناً ترهات تنفعه في وقت الملل، لكن النفس أمارة بالسوء، والنفس تهوى لا تريد أن تجالد؛ فما معك إلا الصبر، واصبر لأنك سوف تصل بقراءتك هذه إلى ما تتمنى إن شاء الله، ورحم الله من يقول:
اطلب العلم وحصله فمن يعرف المطلوب يحقر ما بذل
تصور الآن الذين صبروا في شبابهم، كيف تجدهم الآن، تجد كبار الناس يسلمون على رءوسهم، العالم إذا مر أو جلس لا ينظرون لنسبه، أنا رأيت علماء من الموالي، ومر في التاريخ مثل عطاء بن أبي رباح مولى عبد، وكلنا عبيد الله، أسود، مهلهل الشعر، أهنس، ما عنده من الدنيا درهم، وقف سليمان بن عبد الملك يريد أن يستفتيه في الحرم فقال لـ سليمان: لا أفتيك خذ دورك مع الناس فقال سليمان لأبنائه وهم خلفاء ملوك: يا أبنائي! عليكم بطلب العلم، والله ما ذللت في الحياة إلا لهذا العبد، بسبب العلم.
إذا تصور الإنسان أنه سوف ينفع الله به لا لرئاسة الدنيا لكن ينفع الله به ويصلح على يديه، ويكون مرجعاً للناس ثقة.
الآن أضرب مثلاً: الشيخ عبد العزيز بن باز، الآن تجد في البادية في تهامة في القرى، بل في أمريكا في المراكز الإسلامية رأيت الخلاف في مسائل محتدماً على أشده، والناس من نواحي الكرة الأرضية من بلاد الإسلام، فيقوم شاب عند المايكروفون، يقول: قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز فيقولون: اسكتوا نسمع ما يقول، فإذا سمعوا لقوله سلموا له وارتفع الخلاف، وهذا أمر حصل عليه بالسهر، وكذلك غيره من كبار أهل العلم الذين مروا في التاريخ.