فيقول عليه الصلاة والسلام: قال الله تبارك وتعالى: {من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بأحب إلي مما افترضته عليه} من الخطأ وقلة الفقه أن يُهتم بالنوافل أكثر من الفرائض، ولذلك تجد بعض الناس يهتم بقيام الليل ويخشع فيه أكثر من اهتمامه وخشوعه في صلاة الفجر، ويهتم بصلاة الضحى أكثر من صلاة الظهر، ويهتم بنوافل الصيام أكثر من صيام رمضان، وهذا من قلة الفقه، ونحن لا نقول بألا يكثر المسلمون من النوافل، لا بل الكثرة مع الجودة بلاغ وتمام كمال وجمال، بل المطلوب الجودة والحسن، ولذلك يقص ابن الجوزي في كتاب (تلبيس إبليس) أن كثيراً من غلاة الصوفية كانوا يصلون في النهار أربعمائة ركعة، فإذا أتت صلاة الظهر صلوا وهم في نعاس ونوم، لأنهم فتروا بعد صلاتهم أربعمائة ركعة من الضحى، وهو عمل شاق في هذه الصلاة حتى صلاة الظهر، فإذا دخلت عليه الفريضة إذا به قد تعب وكلَّ وملَّ، وهذه الفريضة هي التي خاطب الله بها الناس، ونادى إليها، ومدحهم بالخشوع والخضوع فيها، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لـ أبي هريرة: {أدِّ الفرائض تكن أعبد الناس وفي لفظ: اتق المحارم تكن أعبد الناس} وكلا اللفظين صحيح موجه، ومعناهما مقبول عند أهل السنة والجماعة.
قوله: {ولا يزال عبدي يتقرب إلىَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به}.