كعب بن زهير مع النبي صلى الله عليه وسلم

أيها الإخوة! الأدب يُسِّل السخيمة في النكبات، وسوف أجعلها آخر فقرة لتبدأ المداخلات.

غضب الرسول عليه الصلاة والسلام غضباً شديداً، وكان إذا غضب غضب.

وإذا وعدت وفيت فيما قلته لا من يكذب فعلها أقوالها

أنت الشجاع إذا لاقيتَ كتيبة أدبت في هول الردى أبطالَها

غَضِبَ على كعب بن زهير لأنه هجاه فأهدر دمه في العرب، وذهب كعب في القبائل يمضي النهار، وينام الليل حتى وصل إلى أبي بكر الصديق فقال له: أعندك شيء من الشعر، كما يقول عمر بن الخطاب: [[الرجل يقدم بين يدي حاجته شيئاً من الشعر]] فأتى في صلاة الفجر وسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم -وهذه تروى في السيرة- فقال: يا رسول الله! اسمع مني، قال: قُلْ، فقال:

بانت سعاد فقلبي اليوم متبولُ مُتَيَّمٌ إثرها لم يفْدَ مكبولُ

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ومَن سعاد؟

قال: زوجتي، قال: لم تَبِنْ إذاًَ، فهي ما زالت معك.

ثم استطرد قائلاً:

إن الرسول لنورٌ يستضاء به مهند من سيوف الله مسلولُ

إلى أن قال:

نُبِّئتُ أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمولُ

مهلاً هداك الذي أعطاك نافلة الـ ـقرآن فيها مواعظٌ وتفصيلُ

وسل سخيمته ورضي قلبه عليه الصلاة والسلام وأعطاه بردته، وأطلق قياده وجعله حراً بسبب تلك الأبيات الرائدة التي حملت مبدأً وحباً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015