يأتي عليه الصلاة والسلام إلى ابنه إبراهيم وهو في السنتين، والابن فلذة الكبد وشذا الروح، يموت إبراهيم بين يدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، فيبكي وتدمع عيناه الدموع الحارة الساخنة، ويقول وهو في ساعة الفراق: {تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون} يُدفع له ابن بنته فيبكي عليه الصلاة والسلام، فيقولون: مالك يا رسول الله؟ يظنون أن العظماء لا يبكون، والعظماء لهم وقت للبكاء ووقت للصفاء، ووقت لرفع الراية إلى السماء، بكى عليه الصلاة والسلام فقالوا: مالك تبكي؟ فقال: {رحمة وضعها الله في قلب من يشاء من عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء}.