وفي تبوك خرج صلى الله عليه وسلم ورأى أنه سوف يبقي علي بن أبي طالب بعده عند أزواجه وأهله، صلى الله عليه وسلم لأنه شجاعٌ يحميهن من المنافقين والكفار واليهود، فلما أبقاه وجلس مع القوم في مجالسهم وقالوا لـ علي: {ما أبقاك صلى الله عليه وسلم إلا استثقالاً منه -انظر إلى الكلمة الكاذبة الآثمة، يستثقل صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب ميمنته دائماً وسيفه الذي يصول به، ولكن الكلمة تؤثر في النفس- فقال علي رضي الله عنه: الله المستعان!! أيستثقلني رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: نعم، ما تركك إلا لأنك قد أثقلت عليه، فأخذ عليٌ رضي الله عنه سيفه وسلاحه وخرج ولقي الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في الصحراء، فقال: يا رسول أتركتني استثقالاً مني، إن الناس يقولون ذلك، فدمعت عيناه صلى الله عليه وسلم، وقال: أتركتك استثقالاً منك؟! أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي} فرضي الله عنه وأرضاه، وكانت هذه الكلمة من أعجب الكلمات في حياته، وعاد إلى المدينة.