الأمر الثاني: أن ينزل علماء أهل السنة، وعلماء المسلمين إلى الناس في المساجد، وأن يدرسوا الناس كتاب الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في المسجد، وأن تهيأ لهم السبل، وتفتح لهم الأبواب، وتتاح لهم الفرص، ليتحدثوا مع العوام والطلاب والجيل والناشئة، فيكررون عليهم الآيات والأحاديث، فهذا هو النصر، وهذا هو البقاء؛ لأن هؤلاء الرافضة، وأولئك الفجرة يدرسون في مساجدهم معتقداتهم ومذاهبهم ومخططاتهم، يدرسونها على المنابر، وفي المساجد والمجالس، وهم مشغولون بها على كل المستويات في البيت، ومع جيل الطلبة، ومع العوام والتجار والفلاحين، ومع أعضاء حكومتهم ودولتهم.
فما جزاء من هذا فعله بنا إلا أن يأتي علماؤنا فينزلون من بيوتهم، ويتركون أطفالهم ولو ساعة من نهار ومعيشتهم ليرفعهم الله، ويجعلهم ممن يبينون الحق وينشرونه، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة:159 - 160].
فدعوة لعلماء الإسلام إلى النزول إلى الناس، والتحدث معهم، وشرح كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.