وبقيت مسألة وهي خطيرة: ضياع الوقت عند كثير من الناس، رأينا بعض الناس يجلس في المقاهي بلا قرآن، بلا طلب علم، بلا تفقه في الدين، بلا ذكر لله، بلا حفظ لوقته، يجلس في الغيبة مع الشيشة والدخان والبلوت والباصرة والورقة، فأضاع دنياه وآخرته: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} [المؤمنون:115 - 116].
وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: {نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ} وصح عنه أنه قال عليه الصلاة والسلام: {لن تزولا قدما عبد يوم القيامة، حتى يسأل عن أربع وذكر عمره فيما أبلاه} أين صرفت عمرك، لياليك وأيامك دقائقك وثوانيك؟
دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثواني
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمر ثاني
يا شبابنا! مالكم والمنتزهات التي تشغي وتلهي.
يا شبابنا! مالكم وما للإعراض.
يا شيوخنا يا كبار السن! مالكم وما للغيبة -إلا من رحم ربك- العود الجميل محاسبة الأنفاس: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة:18].
غداً يظهر العمل، غداً يظهر الحساب، ويرجح الميزان قال تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} [الأنعام:94] هذه رسالة أحببت أن أبعثها لأهل البادية جزى الله خيراً من أرسلها، أو ساهم في توزيعها، أو بلغها لتبلغ منا الحجة، وتوضع عنا المئونة، ولئلا نكون كتمة للعلم ولنبرئ ذممنا فقد أسأنا وقصرنا وأخطأنا مع أهل البادية، فيا طلبة العلم! يا قضاتنا، يا دعاتنا! هذه البادية قد رحبت بكم وقد مدت ذراعيها مستقبلة لكم فهل من داعية وهل من محتسب يذهب يعلم الناس الفاتحة، الصلاة، الغسل من الجنابة، التوحيد، يحذرهم من الشرك سوف يلقى الله بخير إن شاء الله كثير.
وفي الختام أشكر من بنى هذا المسجد وأشكر إمامه ومؤذنه وأهل العلم والحضور وأشكركم شكراً جزيلاً وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.