وأما أفضل الجماعة: فأفضل الجماعة ما كان أبعدها ممشى، لحديث أبي موسى رضي الله عنه وأرضاه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أفضل الناس في الصلاة أبعدهم إليها ممشى} وفي لفظ لـ مسلم: {أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم إليها ممشى} وهذه الرواية في صحيح مسلم، فكلما ابتعد المسجد عن العبد كان أعظم وأكثر ثواباً.
وكان ابن عمر رضي الله عنهما وأرضاهما إذا خرج إلى المسجد يقارب بين خطاه حتى كأنه نملة، فقيل له: لماذا تفعل ذلك؟ قال: [[ما رفعت خطوة إلا رفع لي بها درجة، ولا وضعتها إلا حط عني بها خطيئة]].
وأفضل الجماعة كذلك ما كثر عدد مصليها، لقوله عليه الصلاة والسلام في حديث رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي وسنده حسن، قال صلى الله عليه سلم: {صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كثر فهو أحب إلى الله تعالى} فإذا رأيت جماعة كثيرة فحاول أن تكون معهم.
قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين: " وإنما تفاضلت الجماعات لكثرة القلوب، وكثرة الدعاء؛ فان الله عز وجل يرحم الجمع العظيم، والقوم إذا اجتمعوا من المسلمين لا يشقى بهم جليسهم أبداً "، كما صح به الحديث، فكلما كانت الجماعة أكثر كانت أفضل.