القضية الثالثة: تربية الأطفال من المسائل العظيمة والكارثة عند المسلمين: فساد كثير من النشء بسبب التربية في البيت، فالمرأة ليست مسئوليتها عن الطفل أن تغسله وتنظفه وتطيبه وتطعمه وترضعه فقط، بل مسئوليتها أن تغرس الإيمان في قلبه، هي المسئولة عن الطفل أولاً, فلا يغرس لا إله إلا الله في قلب الطفل إلا المرأة، لا يبني صرح لا إله إلا الله في قلب الطفل إلا المرأة، لا يحبب إليه الاستقامة والإيمان إلا أمه، ولا يجعله عبداً لله عز وجل بإذنه إلا أمه.
فوصيتي لكِ أيتها الأم أن تنبتي ابنك نباتاً حسناً على منهج الله في البيت، وأن تدليه على الطاعة، وتحببي له أخلاق وسيرة وسنة محمد صلى الله عليه وسلم، وتؤدبيه في المطعم والمجلس والمنام والصلاة بأدب الإسلام؛ إن كنت تريدين أن تقدمي جيلاً للإسلام، أما أن يرضع الطفل ويكسى ويطعم ثم يخرج إلى الشارع مع كل من هب ودب, فيخرج طفلاً منكوس الفطرة، أعمي الطريقة ليس عنده هداية هذا خطأ، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:6].
والله الموفق والمستعان، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.