الحديث السابع: وهو صحيح {أتى رجل إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، فقال: يا رسول الله! قحطنا، وجاع العيال، وهلك المال فادع الله أن يغيثنا، فإنا نستشفع بالله عليك ونستشفع بك على الله، فقال عليه الصلاة والسلام: سبحان الله! ويحك إن شأن الله أعظم، إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه}.
لا يستشفع بالله: لأنه جعل الشافع وهو الله أصغر حالاً وقدراً من المشفوع إليه وهو النبي صلى الله عليه وسلم, وقد أقره الرسول على جزئية وأنكر عليه جزئيةً أخرى, والمقصود من الحديث أن الرسول عليه الصلاة والسلام فرق بين أن يكون هو رسولاً إماماً متبعاً عبداً لله، وبين أن ينزل في منزلة الألوهية، فلا نجفوه، ولا ننزله في منزلة الألوهية، ولكن نجعله وسطاً، وبهذا يقول البرعي وهو شاعر يمني لكنه غالٍ في البدعة، يقول عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم:
يا رسول الله يا من ذكره في نهار الحشر رمزاً ومقاما
فأقلني عثرتي يا سيدي في اكتساب الذنب في خمسين عاما
أيرضاها محمد عليه الصلاة والسلام وهي شرك؟ أيرضى أن ينزل في منزلة الألوهية؟ لا.
هذه هي الأحاديث السبعة التي وعدت بإيرادها، وقد أوردتها؛ لأن فيها حرارة الإيمان وكلامه عليه الصلاة والسلام له فضل على كلامنا، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل، لكن لا بد أن يشرح المتكلم الآيات والأحاديث لضرورة العلم والدروس التي نهجها السلف الصالح في جلساتهم مع أحبابهم.