الزمخشري وقصة موسى مع الخضر

استطراد بسيط: الزمخشري صاحب الكشاف، عالم في اللغة جهبذ؛ لكنه معتزلي! أتى من خراسان فدخل على أمه فسكن معها، فأخذ عصفوراً وهو طفل؛ فربطه بخيط عنده في البيت يلعب به، ففر العصفور فأمسك الحبل فانقطعت رجله في الحبل، فقالت أمه وهي تبكي: قطع الله رجلك كما قطعت رجل العصفور.

فذهب من خراسان يريد بغداد، فنشبت رجله في الثلج فتجمدت فبترت من الساق! ولعلها من كفارات الدنيا، وقد جاور مكة فسمي جار الله، وأبياته من ألطف ما قيل {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة:29] سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، علمه وسع المخلوقات، وما علم الناس في علمه سبحانه وتعالى إلا كما يأخذ العصفور من البحر بمنقاره مرةً واحدة.

مر موسى والخضر عليهما السلام في رحلة بحرية، طالب العلم مع شيخه؛ وذلك أن موسى عليه السلام خطب في بني إسرائيل فتدفق عليهم بالعلم، قالوا: هل في الأرض أعلم منك؟ قال: ليس في الأرض أعلم مني.

فأوحى الله إليه: بل الخضر أعلم، فسافر إليه، فركب هو وموسى في القارب، فأتى عصفورٌ فأخذ بمنقاره قطرة ماء، فقال الخضر لموسى: يا موسى! أتدري ما مقدار علمي وعلمك في علم الله؟! قال: الله أعلم، قال: كما أخذ هذا العصفور من هذا الماء، هذا علم المخلوق إلى علم الخالق سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015