شبهة أن قبر النبي في المسجد النبوي

Q ورد في الحديث قوله عليه الصلاة والسلام: {لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد} وكما تعرف أن قبر النبي عليه الصلاة والسلام داخل المسجد النبوي، ما هو تعليقك على ذلك؟

صلى الله عليه وسلم أولاً في هذا الحديث ثلاث مسائل، يقول أهل العلم: يقول صلى الله عليه وسلم: {لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد} والنصارى ليس لهم نبي إلا واحد هو عيسى عليه السلام، فكيف يجعل صلى الله عليه وسلم لهم أنبياء؟ قالوا: هذا من التغليب وهو باب معروف في النحو.

الأمر الثاني: كيف اتخذوها مساجد؟ قالوا: للعبادة والتوسل والقربات.

الأمر الثالث: أما الرسول صلى الله عليه وسلم فقد عصمه الله من ذلك، ولما حضرته الوفاة قال: {اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد} وبعض الناس كما نشرت بعض الصحف يتكلم في هذه القضية بمثل هذه الأوقات يريد أن يثير الناس بحجية أن القبر داخل المسجد، وهذا الكلام ليس له أساس من الصحة، أولاً: أن الله عصم رسوله صلى الله عليه وسلم أن يعبد من دونه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى قضاء وقدراً من الله.

الأمر الثاني: أن غرفته صلى الله عليه وسلم ليست في المسجد، وإنما هي كما يقول ابن القيم مثلثة الجدران في منظومته، وليس من يصلي يتجه للغرفة بل إنما هو يتجه إلى الروضة، وإلى القبلة ولا يتجه إلى غرفته عليه الصلاة والسلام.

الأمر الثالث: أن أهل العلم من التابعين كـ سعيد بن المسيب وغيرهم سكتوا عن ذلك، وسكوتهم شبه إجماع والأمة لا تجتمع على ضلالة أبداً، وسكت عنها أهل القرون المفضلة إلى هذا القرن، ولا يمكن أن يجمع الله أمة رسوله عليه الصلاة والسلام على سنة باطلة أبداً.

فقل للعيون الرمد للشمس أعينٌ تراها بحق في مغيب ومطلع

وسامح عيوناً أطفأ الله نورها بأهوائها لا تستفيق ولا تعي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015