اسمع إلى كلمة الفجرة في فجر التاريخ أو قبل مئات السنين وهم يعارضون الله في قدره ويستهزءون بشرعه، ويقفون في المناسك يتغزلون ببنات المسلمين.
يقول أحدهم في أغنية ذكرها ابن الجوزي في صيد الخاطر اسمع الكلمات.
أيا رب تخلق أغصان رند وألحاظ حور وكثبان رمل
وتنهى عبادك أن يعشقوا أيا حاكم العدل لا حكم عدل
ما معنى الكلام؟
يقول: يا رب! لماذا تخلق أغصان الرند والشجر الجميل؟ ولماذا تخلق الألحاظ الجميلة والعيون الناعسة؟ ولماذا تخلق النهود والخدود ثم تنهانا أن ننظر إليها وأن نعشق؟!
هذا ظلم وليس بعدل!
قال أهل العلم: من قال هذا واعتقده فقد كفر وخرج من الإسلام.
هذا نموذج للغناء من قديم.
قيل لأحدهم وهو عند المقام يدعو: تب من الهوى.
قال:
أتوب إليك يا رحمن مما جنت نفسي فقد كثرت ذنوب
وإما من هوى ليلى وتركي زيارتها فإني لا أتوب
ما حكم من رفض أن يتوب وأعلن لله أنه لن يتوب؟
قال أهل العلم: من حارب الله ولو بصغيرة وأصر عليها فهو ظالم {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات:11].
وعند المقام والبيت يتحدى الله، ويقول: وأما هوى ليلى وزيارتها ليلى فلا أتوب فافعل ما بدا لك!
حج الناس في القرن الثاني، وأخذوا الناس يطوفون بالبيت، تتنزل عليهم الرحمات، وتسكب دمعاتهم عند الحجر الأسود، وأتى رجل من الفنانين الذين يشكلون هذا الطراز الذي نعيش معهم اليوم، فترك مخافة الله، وخشيته، ومراقبته، ونظر إلى فتاة عند زمزم فقال:
قف في الطواف ترى الغزال المحرما حج الحجيج وعاد يقصد زمزما
لو أن بيت الله كلم عاشقاً من قبل هذا كاد أن يتكلما
هذا يغنى، والكثير منكم سمعه، وأهل العلم استتابوا صاحب هذه الأبيات لكنه الآن يغنى في الوسائل، والبينة على من ادعى واليمين على من أنكر، وبينتي أنه بلغ درجة التواتر؛ أن يبث مثل هذا على الملايين من الأمة.
أما كلمات المغنين الحادثة ففيها كفر وفسق ومعصية.
من كلماتهم يقول أحدهم: "قسماً بمبسمك البهي"، والقسم بغير الله لا يجوز بل هو شرك، ويقول الثاني: "لنا الله"، والله يقول {لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [البقرة:107] وهذا المطرب على مسرحية المعصية وعلى مسرح الجريمة يقول: لنا الله، وثالث يقول بلغته لا يعرف أن يذهب وهو موسيقار يقول: " ولا عاوزين إيه ولا عارفين إيه ولا رايحين إيه"، يقول الله: {إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً} [الإنسان:2] {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56] {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} [الأنعام:62] وهذا يقول: لا أدري أين أذهب؟
ولأهل العلم ردود عليه، وهو الذي شهدت الملايين موته، وقامت الدنيا وقعدت من أجل موته، ويموت آلاف العلماء والصلحاء والزهاد ولا يقوم لهم بنت شفة ولا يتكلم عنهم.