أولاً: من معالم المسجد في حياته عليه الصلاة والسلام، أن منه الانطلاقة الكبرى للرسالة الخالدة، إذ انطلقت من المسجد.
أول ما وصل عليه الصلاة والسلام إلى المدينة، وضع حجر الأساس إيذاناً بافتتاح المسجد، فجعله عليه الصلاة والسلام جامعة كبرى للعقائد، والأخلاق والسلوك والآداب والشعر والخطابة والطموح.
يقول الأستاذ علي الطنطاوي، وأنا أحب أدب هذا الرجل، وهو إذا كتب أحسن منه ألف مرة إذا تكلم، وما سحره إلا في كتابته، يقول: مبادئنا تعلن كل يوم خمس مرات من على مآذن المسجد، ليس عندنا ألغاز ولا أحاجي ولا ألغام، وإنما عندنا مبادئ واضحة ربانية، نحن معنا جامعة في المسجد، نرسل الشعاع للعالم، أو كما قال.
ويقول بعد المسجد: سلوا كل سماء في السماء عنا، وسلوا كل أرض في الأرض عنا، من الذي حرر العقل من رهق الخرافة؟ سيقول: المسلمون، إلى مقالة طويلة قالها -لا شلت يده- في فضائل المساجد وفي مكانتها في الإسلام.
والمقصود هنا: أمهمة المسجد منحصرة في خمس صلوات ثم يغلق؟
أمهمة المسجد أن يبقى لصلاة الجمعة مرة في الأسبوع؟
أمهمة المسجد أن يجتمع الناس دقائق معدودة ثم ينتهون؟
لا.
إنه أكبر من ذلك إنه تفجير طاقة، ولذلك تجدون المستشرق المجري المجرم جولد زيهر، ويسمونه زهير، لأنه عرب اسم أبيه، صاحب الهجوم على السنة، والذي رد عليه أبو رية برد أقبح من فعل ذاك.
يقول: ما زال المسلمون في قوة مادام معهم القرآن والمسجد.